لأول مرة ومنذ ٧ سنوات، نفذ الجيش العربي السوري عملية انتشار واسعة أمس في الريف الشرقي لمدينة القامشلي على الحدود السورية التركية، لتقف سداً منيعاً أمام أي عملية تقدم جديدة لجيش الاحتلال التركي ومرتزقته إلى داخل الأراضي السوري شمال شرق البلاد، في وقت سيرت الشرطة العسكرية الروسية دورية مشتركة مع الجيش التركي في منطقة عين العرب الحدودية بعد أيام من تسيير دورية مشابهة في ريف الحسكة باتجاه الدرباسية.
مصدر ميداني بين لـ«الوطن»: إن وحدات الجيش السوري، التي عززت تواجدها خلال الأيام الماضية في مدينة القامشلي، انطلقت منها وبموجب اتفاق «سوتشي»، الموقع بين الرئيسين الروسي والتركي في٢٢ الشهر الماضي، إلى ريفها الشرقي على امتداد ٦٠ كيلو متراً وبعمق ١٠ كيلو مترات من الحدود السورية التركية باتجاه المالكية.
ولفت المصدر إلى أن عملية الانتشار تلك مخطط لها مع الجانب الروسي، وتحول دون تمدد العدوان التركي في المنطقة على غرار المنطقة الممتدة بين رأس العين شمال غرب الحسكة وتل أبيض بريف الرقة الشمالي، ما يقطع الطريق أمام تنفيذ النظام التركي لما يسميه «المرحلة الثانية» من غزوه لشرق الفرات كما يدعي رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان وقادته العسكريون.
وأشار المصدر إلى أن الجيش السوري ثبت نقاطه في بعض قرى وبلدات منطقة القحطانية، على أن يواصل انتشاره في منطقة الجوادية الحدودية شرقي القامشلي، ورفع العلم الوطني فيها، وذلك بعد ترديد وسائل إعلام الميليشيات المسلحة التابعة للنظام التركي والتي تقاتل في الصفوف الأولى لقواته بأن القوات الأميركية تنوي تسيير دوريات عسكرية في تلك المنطقة الحدودية الحيوية، لمنع الجيش السوري من الوصول إليها.
وتوقع المصدر أن يرفد الجيش السوري وحداته التي انتشرت على الحدود شرق القامشلي إلى القحطانية بمزيد من الجنود والعتاد العسكري، بعد أن انتشرت آلياته ومعداته العسكرية في الضواحي الشرقية لمدينة القامشلي.
تزامن ذلك مع دخول وحدات الجيش لحقل «ملا عباس» النفطي التابع لحقول رميلان النفطية في القامشلي حسب وكالة «سبوتنيك» الروسية والتي أشارت إلى أن هذه المنطقة تعتبر واحدة من المناطق التي نفذ فيها الجيش السوري انتشاراً له أمس، على الحدود شمالاً.
في الأثناء جرى أمس تسيير ثاني دوريات عسكرية مشتركة روسية تركية على الحدود السورية التركية في منطقة عين العرب بريف حلب الشمالي الشرقي، منذ توقيع «سوتشي» وبموجبه إثر دخول الجيش السوري إليها وخروج «قوات سورية الديمقراطية- قسد» منها.
وأكدت مصادر محلية في عين العرب لـ»الوطن»، أن الدورية المشتركة مرت بشوارع المدينة واتجهت من قرية «مرسميل» الحدودية نحو الشرق ومرت بقريتي «جرن» و«خان» في منطقة تل أبيض باتجاه الدرباسية، وفق ما هو متفق عليه بين الجانبين الذين أنهيا مشاورات عسكرية بينهما في أنقرة أول من أمس لتطبيق بنود «سوتشي» بأقل الخروقات.
جاء ذلك بعد نحو أسبوع من تسيير دورية مشتركة سورية روسية في عين العرب التي انتشر الجيش السوري على حدودها وفي بوابتها الحدودية مع تركيا.
على صعيد مواز، وفي سياق عدوانها على الأراضي السورية أفادت وكالة «سانا» الرسمية بأن قوات الاحتلال التركي بدأت صباح أمس باستقدام تعزيزات عسكرية إلى قرية السودة بريف رأس العين، بعد أن أنشأت نقطة عسكرية فيهان وذلك بعد قيامها أمس بتجريف 3 منازل و4 محلات تجارية ومستودعات للفلاحين في القرية لإنشاء النقطة المذكورة مكانها.
-الوطن السورية-