-زال كابوس قطع الطرق، وعاد حلم بناء الدولة القوية
***
زال كابوس قطع الطرق، وعاد حلم بناء الدولة القوية العادلة والقادرة ينبض في عروق اللبنانيين، ويضج في شوارع الوطن وفي المصارف والإدارات والمؤسسات، وقريباً في المدارس والجامعات، خصوصاً بعد رسالة رئيس الجمهورية في الذكرى الثالثة لانتخابه.
ليس في هذا القول مبالغة، إذا ما قورن حجم النقمة الشعبية جراء مشهد الممارسات الميليشيوية المستعادة، الذي نغَّص عيشة الناس أسبوعين تقريباً، بالتأييد العارم شعبياً، وفي أوساط شخصيات كثيرة كانت فاعلة في الحراك الشعبي الأخير، لمضمون الكلمة الرئاسية أمس، التي تلقفت صرخة الناس المتألمين الصادقين، وصاغتها في مشروع عملي متجدد، بعناوين واضحة، يحملها ميشال عون منذ ثلاثة عقود على الأقل.
الأكيد أنَّ ما بعد الرسالة الرئاسية لن يكون كما قبلها، في ضوء المراجعة الشاملة التي أجرتها، والمكاشفة الصريحة التي قدمتها، والتعهدات الواضحة التي جددت إطلاقها.
والأكيد أيضاً أن ما بعد التظاهرة الشعبية إلى بعبدا الأحد المقبل، لن يكون كذلك كما قبلها. فالشعب اللبناني سيبقى شعباً واحداً، واللبنانيون الذين سيجددون التأييد لمشروع الرئيس عون بعد يومين، هم جزء أساسي من شعب لبنان، وشطبهم من المعادلة الوطنية مستحيل… كما في السياسة، كذلك بتعميم الاتهام بالفساد، او حتى بالشتيمة.
أيها اللبنانيون: المستقبل بحسناته الممكنة أمامكم، والماضي بسيئاته المفضوحة الأسباب والمسببين وراءكم. اتحدوا وتضامنوا، وحددوا البوصلة في الاتجاه الصحيح، و”صرختكن ما رح تروح ضيعان”. هذا هو ببساطة جوهر الرسالة الرئاسية إلى جميع اللبنانيين.