– اين اصبح حل ملف النزوح السوري ولماذا لا تتم معالجته؟
***
صونيا رزق – لا شك في ان الكنيسة تلعب دورها الديني والمعنوي والوطني داخلياً وخارجياً، لان المسؤوليات الملقاة على عاتقها تجعلها تسابق خيبات الامل والهواجس لتبديدهما، إن مع ابناء الرعايا في لبنان او في دول الاغتراب، حيث يحمل اللبنانيون هموم واتعاب الهجرة وتداعياتها، خصوصاً في الدول البعيدة التي لا تساعد ابناء الوطن على العودة الى ديارهم، بعد ان اسسّوا لحياة جديدة لا تشبه حياة القاطنين في الوطن الام، الذين يعيشون ويلاته كل يوم وعلى مختلف الاصعدة.
الى ذلك تحدث لـ «الديار» عن شؤون وشجون الخدمة الاسقفية، ومن كندا تحديداً، راعي ابرشية كندا الماروينة المطران بول – مروان تابت، الذي يعمل منذ توليه هذا المنصب في كانون الثاني 2013، لخدمة ابناء الكنيسة والجالية اللبنانية ككل، لإبقاء متانة تلك العلاقة والحفاظ على الثقافة الوطنية والهوية، مشيراً الى ان همّه الاول إعادة لمّ شمل اللبنانيين والعمل على إعادة تجذرهم بأرضهم.
ويعتبر المطران تابت انّ ابناء الجيل الاول الذين غادروا الى دول الاغتراب، لا يزالون مرتبطين بالوطن، خصوصاً من ضحّى خلال الحرب للحفاظ عليه، ومن ثم إضطر لمغادرته لتأسيس عائلة ومكان آمن لأبنائه، فهؤلاء لم ينسوا لبنان وصورته، على الرغم عن قساوة اوضاعه خصوصاً الاقتصادية منها، مع العلم ان هنالك امكانية لحل هذا الوضع في حال تضافرت جهود الجميع، اما الوضع السياسي فهو مشرذم، والسياسيون لا يعملون على تقارب وجهات النظر فيه. لافتاً الى ان لبنان قد يكون بحاجة الى رجالات ومبادرات، مذكّراً بما قاله الفيلسوف الالماني هيغل: «الرجال العظام هم الذين لبّوا نداء التاريخ».
ورداً على سؤال حول فقدان هذا النوع من الرجالات اليوم قال المطران تابت:» قد لا اكون مخوّلاً للتحدث عن ذلك، لانني لست رجلاً سياسياً، لكن مع سيدنا البطريرك بشارة الراعي نسعى لتحقيق الصورة الايجابية عن لبنان، وهناك رجالات تحمل القماشة القيادية الجيدة وبإستطاعتها اخذنا الى شاطئ الامان»، مذكراً بالرؤساء فؤاد شهاب وكميل شمعون ورياض الصلح وسواهم ممَن لم يرتهنوا للخارج، مع انه كان لديهم علاقات مع عدد من الدول.
وعن مدى وجود خوف لديه على لبنان، اجاب: «بالطبع انا خائف على لبنان، لكن وطننا إستطاع الصمود الاف السنين، وبفضل قديسيه سيبقى ايماننا ثابتاً، فالحرب في بلدنا مرّت بمراحل عدة والظروف الخارجية لعبت دوراً كبيراً فيها، ومع ذلك لم يستطيعوا تدميره، لكن اليوم الحالة الاقتصادية الخطرة مخيفة جداً، فضلاً عن نشوء حرب من نوع آخر، بحيث يسعى البعض لتدمير العائلة اللبنانية والحالة الاخلاقية لدى ابنائها، عبر انتشار ظاهرة المخدرات واجتياح البارات والملاهي الليلية.
وفي اطار رأيه بالعهد الحالي: «قال المطران تابت:» لدينا قناعة بأنّ وصول العماد عون الى سدّة الرئاسة ودعمه من اغلبية القوى، شكّل ثقة بأنه رجل قوي، لكن من يتابع مجريات الاحداث وما تتضمّنه من اعتصامات وتظاهرات وإضرابات يومية، تشمل مقوّمات الوضع المعيشي، يؤكد وجود غرف سوداء تعمل لمنعه من القيام بواجباته كرئيس، أي هنالك قرار بإفشاله».
وعن هوية هؤلاء، ردّ : «لا اعرف تحديداً لكن قد تكون هنالك قوى اقليمية ودولية تعمل لتدمير البلد اقتصادياً، سائلاَ: «لماذا تم تأجيل القرار 95؟، ولماذا لا تلغى الوظائف العشوائية التي تقدر ب32 الف وظيفة وُزعّت بالمحاصصة على السياسييّن؟، واين اصبح حل ملف النزوح السوري ولماذا لا تتم معالجته؟.
وفي اطار آخر، ختم المطران تابت بالاشارة الى ان العمل قائم في كندا للتقارب والتواصل بين الاحزاب اللبنانية المتواجدة هناك، بحيث ندعو ممثليهم الى لقاءات مستمرة بهدف إحياء العيش المشترك، وهم يعطون صورة إيجابية جداً نأمل تحقيقها في لبنان.
المصدر: الديار