أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


على لبنان أن يحذر الإعلام السعودي كما حذره العراق

في الوقت الذي يشيد فيه الجميع بحضارية التظاهرات المطلبية اللبنانية، التي خرجت وبشكل عفوي، دون ادنى دعم او تحريض من سفارة او جهة وحتى من حزب لبناني ، احتجاجا على الاوضاع المعيشية المتردية ، رافعة علما واحدا هو علم لبنان ، متجاوزة الاعراق والمذاهب والطوائف والديانات والجغرافيا اللبنانية، تأبى جهة واحدة وحيدة الا ان تسبح عكس التيار ، وان تفسد على اللبنانيين وحدتهم ، رغم انها وحدة ألم، وهذه الجهة ليست سوى السعودية، ومن ورائها اخطبوطها الاعلامي الموبوء طائفيا وحقدا.

المتتبع لتغطية القنوات السعودية للتظاهرات الاحتجاجية للشعب اللبناني على الاوضاع الاقتصادية المتردية منذ ثلاثة ايام، وفي مقدمة هذه القنوات قناة “العربية” ورفيقتها بالكذب “العربية حدث”، يرى ان هناك تجنيد وتحشيد لجيوش من المرتزقة ، هدفهم الاول والاخير حرف التظاهرات عن مسارها السلمي ، والباسها لباسا طائفيا ، وكأن اللبنانيين خرجوا ليسبوا بعضهم بعضا ، ويقتلوا بعضهم بعضا، وليس من اجل لقمة العيش.

 

نفس هذه المحاولات الخبيثة مارستها قناة “العربية” السعودية وشقيقاتها في العراق ، لحرف التظاهرات السلمية للشعب العراقي، التي كانت تنادي ضد الفساد والفاسدين وتطالب بالاصلاح، فاذا هي وفقا لتغطية قناة “العربية” السعودية، تتحول الى مسرحا للبعثيين الصداميين والدواعش، ليسبوا مقدسات العراقيين ، كالشعائر الحسينية وزيارة الاربعين والمرجعيات الدينية والهجوم على ايران ورفع شعارات طائفية مسمومة والنيل من الشخصيات العراقية المرموقة، عبر صور وافلام مفبركة وكاذبة وتقطيع الاصوات وتركيب اصوات وتغيير فحوى اللافتات، ونشر مندسين يقومون بتصرفات وسلوكيات غير لائقة للنيل من المقدسات الاسلامية والوطنية على هامش التظاهرات ، ومن ثم تعميمها على انها من عمل المتظاهرين، كل ذلك من اجل الانتقام من الشعب العراقي ، الذي افشل المخطط السعودي وهزيمة ذراعه العسكرية في العراق والمتمثلة بعصابات الصداميين الدواعش.

 

اليوم ايضا تكرر قناة “العربية واخواتها ذات الاسلوب ، حيث بدات بضخ صور وافلام مفبركة ومركبة تظهر اللبنانيين وهم يشتمون رموز بعضهم البعض، وفي مكان اخر تظهر اللبنانيين يعتدون على بعضهم البعض، وكل ذلك عبر النفخ الطائفي الخبيث والفتنوي، لذلك على اللبنانيين ان يفشلوا محاولات السعودية حرف تظاهراتهم عبر اعلامها الطائفي المقيت الذي لا تحسن غيره، كما افشله العراقيون بفطنتهم، والتي تمثلت بحضورهم اللافت في زيارة الاربعين التي حاولت السعودية ومرتزقتها واعلامها النيل منها والانتقاص من مكانتها بين العراقيين والمسلمين.

-العالم-