– ما يجري ليس بريئاً…
***
ما يجري ليس بريئاً ولا عفوياً ولا هو ردُّ فعل طبيعي على وضع استثنائي.
ما يجري جزء من حملة مدبرة لا تستهدف رئيس البلاد فحسب، ولا التيار الوطني الحر من دون سواه، بل الوطن كاملاً والشعب ككل.
هذا الكلام ليس محاولة لذر الرماد في العيون، أو لحرف الأنظار عن أزمة المحروقات أو سواها من الأزمات القائمة والفعلية، والتي تستوجب الحل السريع والجذري والعادل، بل هو تعبير عن انطباع عام لدى شريحة واسعة جداً من اللبنانيين، حول الانتكاسات الحياتية المتلاحقة، وآخرها مشهد الطوابير في الساعات الأخيرة أمام محطات البنزين.
لماذا وصلنا إلى هنا؟ ومن المسؤول؟ وما هو الحل؟
أسئلة ثلاثة تشكل الإجابة الواضحة والصريحة عليها مدخل العبور من مرحلة التعثر إلى مرحلة النهوض:
لماذا وصلنا إلى هنا؟
الجواب: بكل بساطة، بسبب السياسات الخاطئة المعتمدة منذ عام 1990، وبفعل حؤول التركيبة اللبنانية بفروعها السياسية والطائفية والمذهبية والزبائنية دون الإصلاح الجذري، الذي نودي به منذ عام 2005 على الأقل، على لسان رئيس الجمهورية الحالي، وأفرقاء آخرين… فلا يمكن، ولا بأي شكل من الاشكال، ان تُحمَّل السنوات الثلاث الأخيرة، فشل عقود ثلاثة سابقة وربما اكثر، خصوصاً إذا كانت السنوات الثلاث المذكورة، ومرحلة ما بعد 2005 كذلك، حافلة بالمواقف الواضحة، والمعارضة القوية، والمقاومة الشرسة لكل مساعي لفلفلة الفضائح، وعرقلة الإنجاز، وتغليب السلبية على الايجابية على مختلف المستويات، في الوطن المنهوب لا المكسور.
من المسؤول؟
الجواب: من تمسك بمكتسباته السياسية غير المشروعة، ومن تصدى للتغيير، ومن جهَّل الفاعل، أو عمم الاتهامات، فساوى بين الضحية والجلاد… وكل مواطن لبناني اقترع لمرشحي القوى السياسية المعروفة بتغطية الفساد وارتكابه، فجعل منها أمراً سياسياً واقعاً يصعب تجاوزه، ووجب التعامل معه.
ما هو الحل؟
الجواب تختصره كلمة واحدة: التنفيذ. تنفيذ الحلول المعروفة، وتنفيذ الخطط المرسومة، وتنفيذ التوجهات المحددة في ورقة بعبدا الجامعة على الأقل، من دون مزيد من اللف أو الدوران.
الأحد 13 تشرين الأول 2019، تحل الذكرى التاسعة والعشرون للثالث عشر من تشرين الأول 1990. الثالث عشر من تشرين العسكري والسياسي سقط، ويبقى الثالث عشر من تشرين الاقتصادي والمالي.
في القداس المركزي الذي يقام الأحد في الحدت، تماماً كما في عشرات القداديس في لبنان وبلدان الانتشار، سواء المنظمة من التيار الوطني الحر او من رفاق الشهداء، والتي من المرتقب أن يشارك فيها الآلاف في الوطن وحول العالم، في مناسبة وطنية أكثر منها حزبية، الصلاة ستكون واحدة من أجل جميع الشهداء… والرسالة ايضاً ستكون واحدة، باسم جميع الشهداء:
نحن قوم نرقد تحت التراب على رجاء القيامة، فكيف نيأس ونحن أحياء؟
(مقدمة اخبار OTV/الجمعة 11 تشرين الاول 2019)