لم تتعلّم بعض القوى «الكردية» السورية الأساسية من تجربة عفرين في ريف حلب الشمالي بداية العام الماضي. آنذاك، لم تنفع «قسد» والقوى المنضوية تحتها بيانات الدعم الغربية، ولا القوات الأميركية التي كانت تنتشر شرق الفرات.
شنت تركيا عمليتها، وسرعان ما سقطت عفرين ومحيطها، وانسحب المقاتلون الأكراد منها نحو منبج وشرق الفرات. في نهاية الهجوم، تردّد أن القوات التركية وفصائل «الجيش الحر» ستدخل مدينة تل رفعت الواقعة شرق عفرين، في إطار عملية «غصن الزيتون».
ذلك اليوم، كان كافياً أن تتوجه بضع آليات، على متنها عسكريون سوريون يرفعون علم الدولة السورية نحو المدينة المهدّدة بدخول الأتراك، ليتوقّف الهجوم. المعادلة لطالما كانت بسيطة: مظلة الحماية الوحيدة للأكراد تؤمنها الدولة السورية. وأمس، سحبت واشنطن الغطاء عن حلفائها، لو جزئياً، كما سحبت قواتها من الشريط الحدودي، بعدما ساهمت في تدمير تحصينات «قسد» فيه ضمن تطبيق «المنطقة الآمنة». تُرك الأكراد مجدداً لمصيرهم، وفي موازين القوّة لن يتمكنوا من فعل شيء أمام المهاجمين. سيتركون أرضهم مرة أخرى مثلما تركوا عفرين. لكن، هل سيتعلم ساستهم هذه المرة؟
–الأخبار-