– الرئيس عون يخوض المعركة على جبهتين خارجية بالتصدي للضغوطات وداخلية بشن حملة على الفساد
***
حين يعلن الرئيس العماد ميشال عون أن “سأدعو الشعب الى التظاهر عندما تصبح هناك حاجة لرفع الصوت”، فهذا يعني ان الرئيس واثق من تحقيق الانتصار في معركته ضد الفساد، ولكنه يترك امكانية تعثر مسار المواجهة هذا، والذي سيحتاج الى دعم الشعب اللبناني لاستمراره، لأنه يدرك مدى قوة الفاسدين الذين يتحكمون بمفاصل الدولة منذ 30 عاماً، ولن يستسلموا بسهولة، محصنين أنفسهم بمنظومة فاسدة متكاملة، اقتصادية سياسية ودينية، تحمي فسادهم واستمرارهم في نهب الدولة وسرقة الشعب.
إن هذه المنظومة الفاسدة، تتقاطع مع مصالح دولية وبخاصة الأميركية منها، والتي منذ تسلم العماد ميشال عون سدة الحكم والولايات المتحدة تضغط على لبنان دبلوماسيا والاهم اقتصاديا، محاولة منها لتدفيع لبنان الرسمي ثمن دعمه للمقاومة في وجه العدو، فاللبنانيون والعالم لم يعتد على رئيس للجمهورية؛ باستثناء الرئيس إميل لحود ولكن مع اختلاف الظرفين المحلي كما الدولي؛ يعلن ان الاعتداءات الاسرائيلية على لبنان سيتم التصدي لها بكل الوسائل المتاحة، معتبرا ان الاعتداء على الضاحية الجنوبية لبيروت، بواسطة طائرات مسيرة، إعلان حرب من جانب العدو، ما يعني ان الرد عليه سيكون حتمياً ومشروعاً، ليعود الرئيس عون ويشير الى ان هذا الخارج “يريد الاقتصاص بعدما قلت إني قد أحاور سوريا” مؤكدا ان “لن أكون الرئيس الذي يوافق أو تفرض عليه حلول لغير مصلحتنا”.
إذا هي معركة على جبهتين يخوضها الرئيس العماد ميشال عون والتيار الوطني الحر بقيادة الوزير جبران باسيل، خارجية يتصدى فيها للتدخلات والضغوطات لدفع لبنان الى التنازل عن حقه في إعادة اللاجئين الفلسطينيين كما النازحين السوريين الى اوطانهم، ما يعني رفضه التوطين والتجنيس، وجبهة أخرى فتحت عليه من الداخل من مافيات الفساد، لمنعه من بناء دولة، ولكن لا تراجع ولا مهادنة عند الرئيس عون، مهما بلغت الصعوبات واحتاجت القضية الى تضحيات، وقد شدّد أمس امام زوار قصر بعبدا على أن “كماشة الفساد تطبق على البلد وتخنقه منذ مطلع التسعينات، وهناك وزراء تحوم حولهم شبهات سيُساءلون عن ارتكاباتهم…” ما يدل الى ان السلطة في يد الشرفاء، هي أداة إنقاذية، لتحقيق المصلحة الوطنية وصد الأخطار الخارجية وحل الازمات الداخلية، لا أداة تسلط وتنازل وبيع لمقدرات الوطن، فلا توطين للفلسطينيين ولا تجنيس للسوريين ولا حلول سياسية تفرض على لبنان، الذي لن يكون طيعا للمخططات الاسرائيلية الاميركية، لان الرئيس عون لن يتراجع عن موقفه الاستراتيجي وسيحاور سوريا حين يجب ان يحاورها لحل مشكلة النازحين، التي يستثمرها الغرب في الحل السياسي المرتقب في سوريا، فيما لبنان سيكون أول المتضررين من أي حل لا يأخذ قضية النازحين بعين الاعتبار، في حين نحن اليوم نحن امام فرصة تاريخية في السياق الداخلي، بانتخاب ميشال عون رئيسا للجمهورية.
أمّا نحن شعب لبنان العظيم، فكلنا ثقة ان ميشال عون يمكنه تحقيق التغيير المننشود، لأن تاريخه يثبت ذلك وهو معتاد على المواجهة وحمل القضايا الكبرى وحل القضايا المستحيلة.