عَ مدار الساعة


حاكموا عون وأصلبوه فالجوع الكافر والمسؤول مجرم… (جورج الهاشم)

– السلّم وأولاد_الشائعات؟

***

 

ولكن مهلًا هل فعلًا عون المسؤول؟

التاريخ لن يرحم من سرق البلاد وجوّع العباد، لن يرحم من بنى القصور على ظهر الشعب المقهور ولكنه لن يرحم أيضًا من رجم مظلوم وصلب المنقذ…

دخل لبنان نفق المديونية عام ١٩٩٠ يوم كان الرئيس عون منفيًا في فرنسا وباسيل طالبًا جامعيًا. من منفاه إنتقد طريقة إعادة الإعمار وإدارة الأموال ومن تصاريحه في هذا السياق تصريحًا لجريدة النهار في ١٣ تشرين ١٩٩٤.

ما أغرق لبنان في الفساد هو سوليدار، الجريمة الإقتصادية بحق أهل بيروت ولبنان. نعم سوليدار لم يكن ضمن مسار إعادة الإعمار بل زيادة الدمار. أين عون من سوليدار وأين أسهمه فيه؟

سوليدار ليس السبب الوحيد لإغراق لبنان بل أيضًا المجالس التي حجبت المراقبة وهنا نقاش طويل عن سبب إستحداثها. إن هذه المجالس الخاضعة مباشرةً لرئاسة مجلس الوزراء لا تخضع لمراقبة برلمانية ولا لسلطة وزارية. وهنا أيضًا يطرح السؤال، ما دخل عون بهذه المجالس.

لنبدأ بمجلس الإنماء والإعمار مرورًا بصندوق المهجرين وصولًا الى صندوق الجنوب، ما مسؤولية عون وفريقه السياسي الذي يسعى الى إغلاق وزارة المهجرين ووضع حدّ لهذه المجالس؟

نضيف إلى ذلك ما نتج عن النزوح من أعباق إقتصادية هدمت ما تبقى من الإقتصاد وبصيص الأمل فنفدت الوظائف وخُفضت ساعات التغزية في القطاع الكهربائي وإنهيار الإقتصاد.

أزمة الإسكان، رصاصة الرحمة التي قتلت النفسّ الأخير في إقتصادنا الهش، لم تكن سوى بسبب بعض من أخذ الملايين من السياسيين من الإسكان لتشييد القصور.

كل هذه الأسباب للأزمة لا دخل لعون فيها، وإذا بحثنا في الجمعيات الوهمية المرؤوسة من زوجات السياسيين، لا نجد إسم ناديا أو شانتال، ميراي وكلودين.

إذا لا هدر بسبب الرئيس ولا شبهات فساد تطاله.

لم يكن على الرئيس سوى محاسبة الفاسدين وإستعادة الأموال المنهوبة فما كان من المفتي سوى أن أبهرنا بالحصانة الطائفية، والثنائي الشيعي بوحدة الصف فإصطدم بالهواجس الطائفية.

أخيرًا ليس عون عرّاب الطائف الذي جرّد الرئاسة الأولى من صلاحياتها ولا هو من أعاد فرز هذه المنظومة الفاسدة.
أختم بمبدأ قانوني تعلمناه في مادة الدستور العام: لا يتحمل الرئيس المسؤولية السياسية بل الحكومة…

‏لا تصدق كل ما تسمعه، قد يكون الشخص مستقيماً، لكن من يعكس صورته هو الأعوج. #أولاد_الشائعات؟

دعوا الرئيس ينقذ ما تبقى وحاسبوا من أوصلنا الى ما هو عليه فلا تكونوا جلادي المنقذين وحاميي الفاسدين.