مع مواصلته لنشاطه الدبلوماسي المكثف على هامش انعقاد الدورة الـ74 للجمعية العامة للأمم المتحدة، واللقاءات التي أجراها أمس مع وزراء خارجية الهند سوبرامانيام جيشانكار، وبيلاروسيا فلاديمير ماكي، وأرمينيا زهراب مناتساكانيان، إضافة إلى نظيريه العراقي محمد علي الحكيم، والسودانية أسماء محمد عبد الله، جدد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم، التأكيد على تاريخية وتجذر العلاقات التي تجمع سورية وروسيا واصفاً هذه العلاقات بـ«الإستراتيجية».
كلام المعلم جاء في لقاء تلفزيوني أجراه مع قناة «روسيا اليوم» أمس، حيث لفت إلى أن مساعدة روسيا للجيش السوري في مكافحة الإرهاب كان لها أثر طيب، ومن خلال التنسيق السوري الروسي جرى تحرير أراض كثيرة، مشيراً إلى تطلع سورية لأن تصل العلاقات الاقتصادية إلى مستوى العلاقات السياسية والعسكرية، معبرا عن اعتقاده أن العلاقات الثنائية سوف تتعمق بعد الأزمة، وقال: «لا غنى عن العلاقات مع الاتحاد الروسي».
وبخصوص اتهامات واشنطن للجيش السوري باستخدامه «الكيميائي» في معارك إدلب، اعتبر المعلم أن قيام وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو بحملة من الأكاذيب بنفسه، لتضليل الرأي العام الأميركي والعالمي واتهام الجيش السوري باستخدام الكيميائي، هو أمر غير مسبوق، واصفاً ما تقوم به واشنطن بالحملة التضليلية للنيل من الانتصارات التي تتحقق في سورية على الصعيد الميداني أو على الصعيد السياسي.
وبخصوص «اللجنة الدستورية» أعاد المعلم التأكيد على قواعد الإجراءات المرتبطة بعمل اللجنة، مشيراً إلى أن علينا مناقشة الدستور القائم بداية، مبيناً أنه في حال لم يتم التوصل لتفاهم مع الطرف الآخر فلا مانع من مناقشة دستور آخر على ألا يكون جاهزاً، لأن الدستور ينبغي أن يناقش مادة مادة، ولا يأتي أحد بدستور جاهز لمناقشته، مؤكداً أن مثل هذه الأمور غير مقبولة وتتناقض مع قواعد الإجراءات، مشدداً على أن وضع جدول زمني يجعل الصياغة الدستورية صياغة متسرعة.
وبخصوص ما يجري في إدلب، بين المعلم أن عدم التزام النظام التركي باتفاق «سوتشي»، أدى لسيطرة جبهة النصرة على محافظة إدلب، مؤكداً تصميم الدولة السورية على تحرير إدلب من الإرهاب، وقال: «لن تبقى هناك نقطة ساخنة في الجسد السوري».
ورداً على سؤال بخصوص عودة العلاقات العربية مع سورية، قال: «اسأل المبعوث الأميركي جيمس جيفري، الذي سارع لمنطقة الخليج ليقول لهم لا لعودة العلاقات مع سورية، ولا للمساهمة في إعادة الإعمار في سورية، ولا لعودة سورية للجامعة العربية، وهم التزموا».
المعلم أكد أن الوجود الإيراني في سورية هو بموافقة الدولة السورية، وكانت في مقدمة الدول التي وقفت إلى جانب سورية، ودمشق تقدر ووفية لمن ساعدها وهي لا تبيع وتشتري في هذا الموضوع، نافياً حصول أي بحث لإقامة قواعد إيرانية ثابتة في سورية، موضحاً أن دمشق لا تساوم في هذا الأمر، وهي تقف اليوم إلى جانب إيران في مواجهة الحملة الأميركية، وقال: «نحن أوفياء لإيران».
المعلم الذي استبعد حصول حرب في منطقة الخليج، اعتبر أن أي حرب من هذا النوع سيكون الكاسب الوحيد فيها أميركا، متمنياً أن تسود الحكمة وتتجنب المنطقة ويلات هذه المواجهة.
وكشف أن الكثير من الدول الأوروبية راغبة بالتواصل مع سورية، لكنها تخشى من الغضب الأميركي عليها، لذلك فإن سورية لا تعول عليها كثيراً، وختم حديثه بالقول: «أوروبا كقدرة اقتصادية هائلة، لكنها تبقى سيفاً من خشب».
-الوطن السورية-