– أشكر المجتمع الدولي على دعمه بأكثرية ساحقة بلغت 165 صوتاً لإنشاء “أكاديمية الانسان للتلاقي والحوار”
***
أعرب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، عن ارتياحه للنتائج التي حققتها مشاركته في اعمال الجمعية العامة للامم المتحدة خلال الايام الخمسة الماضية، ولقاءاته التي عقدها مع عدد من رؤساء الدول العربية والاجنبية، اضافة الى لقائه مع الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريس.
وقال الرئيس عون وهو في طريق العودة من “نيويورك” الى بيروت للاعلاميين الذين رافقوه انه ذهب اساساً الى نيويورك لاهداف ثلاثة:
“الاول، اسماع صوت لبنان امام اكبر ملتقى دولي وتحديد الثوابت التي يتمسك بها لبنان حيال المواضيع المطروحة على الساحتين الداخلية والاقليمية، وقد وصلت الرسائل التي اراد ايصالها بوضوح وصراحة.
والهدف الثاني شكر المجتمع الدولي على دعمه بأكثرية ساحقة بلغت 165 صوتاً لإنشاء “أكاديمية الانسان للتلاقي والحوار” التي ولدت رسمياً في 16 ايلول الجاري، و”تسنى لنا أن نشكر الدول التي دعمت، ثم صوتت لإنشاء هذه الاكاديمية التي تمثل مشروعاً دولياً للبنان في الحوار وتعزيز التعايش وتعمل على نشر ثقافة معرفة وقبول الآخر والتقريب بين الشعوب والثقافات والديانات ضمن اطار مبادئ الامم المتحدة”.
أما الهدف الثالث، فهو التداول مع عدد من رؤساء الدول الشقيقة والصديقة في الاوضاع العامة في لبنان ومنطقة الشرق الاوسط، في ضوء المستجدات التي تتلاحق يوماً بعد يوم وتؤشر الى متغيرات نأمل أن تكون من اجل تحقيق الافضل لدول المنطقة وشعوبها، ولا تكون مؤشرات تحمل مزيداً من القلق والتوتر والمغامرات الملتبسة غير مضمونة النتائج”.
وأوضح الرئيس عون ان الاكاديمية التي تضم اختصاصات متوافقة مع اهدافها مثل العلوم الانسانية والعلاقات الدولية وحل النزاعات والوساطة والديبلوماسية الوقائية والتنمية المستدامة والمساواة بين الجنسين، ستعمل على اعداد الطلاب فيها لنيل شهادات جامعية بمستويات مختلفة يكون معترفا بها دولياً.
ولفت الرئيس عون الى أنه ستودع اتفاقية انشاء الاكاديمية لدى الامين العام للامم المتحدة، وتكون مفتوحة امام انضمام الدول الصديقة التي تؤمن بالحوار والتعددية والعيش المشترك عبر التوقيع عليها، مضيفاً: “بعد اقرار اقتراح انشاء الاكاديمية بنسبة عالية في التصويت الذي جرى، سيتم العمل الآن على تشكيل لجان متخصصة لوضع هيكلية لها، اضافة لبرنامج عملها، والمناهج التي ستدرس فيها. وقد تداولت مع الامين العام للامم المتحدة والمديرة العامة للاونيسكو والممثل السامي الخاص للأمين العام لتحالف الحضارات في بعض التفاصيل التقنية لهذه الاكاديمية”.
كذلك، شدد الرئيس عون على ان اللقاءات التي عقدها مع عدد من رؤساء الدول الشقيقة والصديقة، اظهرت المكانة العالمية التي يتمتع بها لبنان لدى هذه الدول التي ابدت حرصاً كاملاً على دعمه في سبيل المحافظة على سيادته واستقلاله وسلامة أراضيه. وجددت هذه الدول ثقتها بلبنان وبدوره في محيطه والعالم.
وتابع: “كما لمست دعماً مباشراً لمساعدتنا على النهوض باقتصادنا الوطني من جديد من خلال برنامج العمل الذي ستعتمده الحكومة وتجسده في مشروع موازنة 2020 الذي يفترض ان يحقق طموح اللبنانيين من خلال رؤية اقتصادية جديدة تأخذ في الاعتبار ضرورات المرحلة المقبلة والحاجة الى تعزيز قطاعات الانتاج وصولاً الى تحقيق التوازن المطلوب”.
وأشار الرئيس عون إلى أنه لمس خلال لقاءاته مع الرؤساء العرب والاجانب في الامم المتحدة ان رغبة الدول الشقيقة والصديقة في المحافظة على الاستقرار في لبنان هو من العوامل الاساسية للمحافظة على استقرار المنطقة ككل.
وختم: “لن أترك لبنان يسقط ولا بد من تعاون الجميع لمعالجة الاوضاع القائمة”.
وكان رئيس الجمهورية وصل الى بيروت عند العاشرة من صباح اليوم عائداً من نيويورك بعد ترؤسه وفد لبنان الى اجتماعات الدورة الرابعة والسبعين للجمعية العامة للامم المتحدة.