عَ مدار الساعة


شهداؤنا اللبنانيون في سوريا قاتلوا نيابة عن الشباب السوري المتخاذل- نسيم بو سمرا

حجة خوف النازحين من العودة بحجة أمنية او بسبب التجنيد الاجباري واهية

***

تثبت تجربة الحرب السورية ان معظم الشباب السوري هو متخاذل وعديم الوطنية، لانهم تركوا أرضهم  وهي في امس الحاجة اليهم للدفاع عنها، ما اخلى الساحة السورية امام تكفيريي داعش والنصرة وغيرهما ليسرحوا ويمرحوا ويعيثوا فسادا في سوريا، بدل ان يلتحق الشباب بجيشهم او بالتنظيمات العسكرية الرديفة للجيش السوري، لربما كانوا وفّروا علينا شهداء لبنانيين اضطروا للقتال على الارض السورية لمنع سوريا من السقوط في أيادي التكفيريين، فاستشهد خيرة شبابنا هناك، نيابة عن الشباب السوري، الذين فرّوا هاربين عند أول طلقة رصاص، لأجل السياحة في لبنان على حساب امننا وصحتنا واقتصادنا، وللمفارقة، بات الشباب السوري الاكثر انتاجا للأطفال في العالم، لدرجة ان كل نازح سوري أنجبت زوجته بمعدّل 3 أولاد خلال تسع سنوات، في المخيمات في لبنان. وبدل ان يموت الشباب السوري فداء لأرضه وعرضه، يخاطر بالنزوح الى الدول المجاورة كما يرمي نفسه بالخطر، في بواخر الهجرة الى اوروبا، وبذلك يفضل هؤلاء الموت غرقا في البحر بالذل، بدل الموت بكرامة، بالاستشهاد على أرض الوطن.

فلو افترضنا ان من المليوني نازح سوري في لبنان وأكثر من 3 ملايين ونصف في تركيا وأقل من ذلك بقليل في الاردن، بقي نصف هؤلاء في سوريا للدفاع عن ارضهم، لكان تحقق الانتصار على الارهاب في أقل من 5 سنوات، بدل ان تستمر الحرب السورية لتسع سنوات، وما زالت في الشمال السوري حتى اليوم، في حين ان بات ملحا عودتهم من حيث أتوا، اما حجة الخوف من ان يعتقلهم النظام السوري اومن إدخالهم بالتجنيد الاجباري في الجيش السوري، الذي هو واجب عليهم كسوريين أساساً، فهي حجج واهية ليستمروا عالة علينا وعلى المجتمع الدولي الذي يدفع لهم بسخاء لابقائهم في لبنان، بهدف توطينهم عندنا بالنهاية، وهذا ما لن يحصل أبداُ، فالعودة الامنة تحققت، ويثبت ذلك عودة نحو 360 ألف سوري بشكل طوعيً من لبنان الى سوريا، فضلا عن مئات الالاف العائدين من الاردن وتركيا، ولم ترد أية تقارير دولية تشير الى تعرض النازحين العائدين لأي حادث امني، او مضايقات من النظام في سوريا، الذي من مصلحته إعادة شعبه الى أرضه، علماً أن هذه العودة المحدودة، تبقى غير كافية لحل مسألة النزوح السوري الكثيف، في لبنان.

في هذا السياق، وإذا تجاوزنا العوامل الامنية والاجتماعية والاخطار الامنية جراء النزوح السوري الى لبنان، وحصرنا الأضرار بالعامل الاقتصادي، يظهر حجم الكارثة جراء النزوح السوري، فالخسارة كبيرة جدا على لبنان، والارتدادات بدأت تظهر إن لناحية ارتفاع نسبة البطالة لدى الشباب اللبناني بشكل غير مسبوق، او بتعثر كثير من الشركات اللبنانية واقفال قسم منها بشكل نهائي، جراء مضاربة العامل السوري على اللبناني، وأخيرا تفجر الأزمة من خلال قضية فقدان العملات الصعبة الحاصلة راهناً في السوق اللبناني، والسبب في هذه الازمة بحسب خبراء اقتصاديين، مردّه الى تسرّب العملات الصعبة من لبنان الى الخارج وبالأخص الدولار الاميركي، سواء عبر أجور العمال الاجانب او عبر رعايا عرب، وتحديداً السوريين منهم والعراقيين، الذين يلجأون يومياً الى شراء الدولار من محلات الصيرفة أو من السوق السوداء، وينقلونها الى بلادهم من دون حسيب او رقيب.

في المحصلة على الشعب السوري ان يشكر الله اولا ومن ثم لبنان، على وقوفه الى جانبه في محنته، وعليه ان يكرّم كل شهيد لبناني استشهد نيابة عن شبابه في سوريا، وعلى الشعب السوري تقبيل أقدام كل أم شهيد لبناني، لأنهن قدّمن فلذات اكبادهنّ، ليس دفاعا عن لبنان كما يجب ان يكون، بل دفاعا عن سوريا، فحمى شهداؤنا وأبطالنا العائدين، بقتالهم واستشهاد بعضهم، ضد الارهابيين التكفيريين، سوريا، من السقوط والاندثار في غياهب التاريخ.