– ارسمْ حدودا للسلوك، وقلْ غالبا “لا” بل أكثر مما تقول “نعم”
***
من أجل حبك لأولادك، لو لم تكن شديد، أنت تأذيهم وتضيّعهم ..
فالتساهل الزيادة والحرية الزيادة والطبطبة الزيادة في التربية تجعل منهم اولاد غير متربية ..
لا تعوضوا لاولادكم الرفاهية التي حرمتم منها، الآباء الذين يصرون على تطبيق هذا الأسلوب، تتمحور حياتهم حول الوهم بأن الإشباع الفوري أو الترضية الفورية يجلب السعادة.
إن تخريب الأولاد بالدلال لا يحصل من خلال تكديس الأطعمة واللُعَب والملابس فحسب، بل أيضا من خلال الإذعان لطلباتهم وأهوائهم. وهذا بحد ذاته أمر سيء بشكل كبير حتى وهم لا يزالون صغارا في سرير الطفولة، لكن كلما كبروا في السن ساءت المشكلة أكثر. والأولاد المتأكدين إلى حد ما من أنهم سيحظون بالأسلوب الذي يريدونه تراهم يسببون نزاعا كبيرا عندما يرفض الآباء رغباتهم أو تخيب آمالهم، وسرعان ما تنكشف طبيعة علاقتهم مع والديهم على حقيقتها. فكم من الاعل المضطربين الذين يصرفون كل جهودهم لمجرد محاولة مواكبة طلبات أولادهم؟
فلو أرخينا الحبل زيادة عن اللزوم استبد الأولاد في البيت والمدرسة.
كيف إذن سنربي أطفالنا بدون إفسادهم بالدلال؟ إن الحكمة التربوية نراها هي هي ولا تتغير بدء من كتاب سفر الأمثال في الكتاب المقدس وانتهاء بمجلات الطب الحديث: أدِّبْ طفلك. ارسمْ حدودا للسلوك، وقلْ غالبا “لا” بل أكثر مما تقول “نعم”، ولا تشعر بالأسف على أطفالك عندما يقلبون الموقف إلى مناحة وبكاء ويديرون وجوههم بخيبة أمل عابسة. هذا وإن الأمور حتى لو كانت تسير سيرا صعبا في البداية، إلا أن الأطفال الذين قد نالوا تأديبا حسنا سوف يكونون بالغين يتسمون بالامتنان وحسن الخلق والطيبة والثقة بالنفس – في حين أن أولئك الأطفال الذين يفرضون إرادتهم على أهاليهم سوف لا يتمتعون بالأمان النفسي عندما يكبرون وسوف تملأهم الأنانية وعدم الأمانة.
لو تأمنت كل أنواع الرفاهية للاولاد، فماذا تعلموا عن الصبر والتحمل والضيقات والطاعة …..؟
إن القديس بولس الرسول يشبّه دور الله تعالى بدور الوالدين، ويكتب قائلا أن الله يؤدب ويعاقب كل من يحبه. (عبرانيين 12: 6) فلو أردنا حقا أن نحب أولادنا كما أحبّنا الله، لفعلنا الشيء ذاته.