كشف عامر فاخوري المتهم بالعمالة لإسرائيل،أن محاولة الاغتيال التي نفذتها المقاومة الشيوعية سهى بشارة ضد قائد العملاء أنطوان لحد كان لها أثر كبير في انسحاب الجيش الإسرائيلي من لبنان.
ونقلت صحيفة “الديار” اللبنانية، عن مصادر التحقيق مع فاخوري، اعترافه “أنه أصيب بصدمة كبرى وتيقن من أن إسرائيل ستنسحب من لبنان، بعد أن قامت المقاومة الشيوعية الآنسة سهى بشارة بتنفيذ محاولة اغتيال للواء أنطون لحد قائد (جيش لبنان الجنوبي) التابع لإسرائيل، وأصابته في صدره إصابة مباشرة”.
وأضاف فاخوري في اعترافاته: “لم يعد(لحد) يستطيع الكلام كما في السابق وكان يصاب دائما بضيق نفس كبير وتمت معالجته في مستشفيات تل أبيب ولم يشف من ضيق التنفس ومن ضياع صوته، حيث أن شرائط وشرائح رقبته أصيبت برصاصة أدت إلى عدم قدرته على الإفصاح عن الكلام بصورة جيدة”.
وأوضح فاخوري الذي كان يقود عمليات التعذيب في سجن الخيام خلال الاحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان: “أنه حقق شخصيا في الموضوع واكتشف أن 3 من حراس اللواء أنطون لحد كانوا من الشيوعيين المندسين بأمر من قيادة الذراع العسكري للحزب الشيوعي، وهم الذين ساعدوا سهى بشارة على محاولة اغتيال اللواء لحد وهم الذين أدخلوها إلى منزله تباعا حتى أصبح هنالك ثقة لديه بها قبل أن تدخل ومعها مسدس وتطلق النار عليه من مسافة مترين”.
وكشف أن الجيش الإسرائيلي حاول بعد إصابة اللواء لحد إيجاد ضابط عسكري قوي لاستلام قيادة الجيش التابع له، كما اتصل الموساد بضباط لبنانيين موجودين في الجيش اللبناني خارج الاحتلال وعرض عليهم رواتب عالية وخدمات ومنازل وحراسة كي يتسلموا مكان اللواء لحد، لكن أي ضابط لبناني لم يتجاوب مع الطلبات الإسرائيلية، وبقي اللواء لحد قائدا لكن دون فاعلية.
وقال العميل فاخوري: “شعرت أن جيش اللواء لحد بدأ ينهار، وعندها بدأت أفكر بترك مناطق الشريط الحدودي والانتقال إلى إسرائيل، إلا أن عقيدا في جهاز “الشاباك” الإسرائيلي نبهني إلى أنني إذا انتقلت من مناطق الاحتلال إلى إسرائيل فسيتم سجني، لأن ذلك سيؤدي إلى فرار قسم كبير من جيش لحد والتوجه إلى إسرائيل، وهو أمر لا تقبل به تل أبيب، وأن إسرائيل بعد إصابة اللواء لحد وعدم إيجاد ضابط لبناني مكانه حتى ولو ضابط متقاعد في المناطق اللبنانية خارج الاحتلال، قامت بالضغط بقوة على كافة القرى والشبان وأجبرتهم على الالتحاق بجيش لحد لكنهم لم يكونوا فاعلين لعدم خبرتهم في القتال ولأن كمائن وهجمات مقاتلي حزب الله والأحزاب اليسارية كانت قوية جدا وازدادت وتيرتها في المرحلة الأخيرة لدرجة أصبحنا غير قادرين على التحرك من مركز إلى مركز بسهولة إلا بعد استطلاع حذر جدا لأنه كانت تقع إصابات كبيرة في صفوف جيش لحد اللبناني”.
وخلص للقول:”أما الجيش الإسرائيلي فابتعد عن تنفيذ أي دوريات وتحصن في مواقعه، وخفف كثيرا من الإصابات في صفوفه وترك جيش لحد يواجه مصيره من الإصابات والقتلى، وأحيانا لم يكن يساند بالطائرات والطوافات خلال الاشتباكات التي كانت تحصل بين جيش لحد ومقاتلي حزب الله والحزب الشيوعي، لأن هؤلاء كانوا ينهون المعارك بسرعة ويسيطرون على الوضع ثم يختفون بسرعة. ولم نكن نجد أي أثر لهم لا في الوديان ولا في الجبال بل أن بيوتا كثيرة من العائلات الجنوبية كانت تأويهم وتقوم بإخفائهم في منازلها كأنهم من أولادها أو أفرادها، وكان أمام الجيش الإسرائيلي صعوبة كبيرة في التفتيش داخل مئات القرى وآلاف البيوت كي يجد المقاومين الذين صفعوه صفعات دامية للتو.
-روسيا اليوم-