حسان الحسن- الثبات-
لاريب أن لنجاح إستهداف المقاومة لآلية عسكرية “إسرائيلية”، قرب مستعمرة أفيفيم الواقعة قبالة بلدة مارون الراس، بعد معنوي بالغ الأهمية، بالإضافة الى البعد الإستراتيجي، ورغم محاولة الكيان الصهيوني، التعتميم على العملية بالغة الدقة، غير أنها حققت أهدافها، وكانت بمثابة المؤشر، لبدء مرحلةٍ جديدةٍ من المواجهة المفتوحة مع العدو، الذي حاول كسر التوازن السائد منذ العام 2006، وسعى الى تغيير قواعد الإشتباك، بعد إرساله طائرات مسيرة الى الأراضي اللبنانية، كان أبرزها، تلك المحمّلة بالألغام، التي إستهدفت مبنى الضاحية الجنوبية في الأسابيع القليلة الفائتة، في دلالةٍ واضحةٍ أن هذا العدو، كان في طور شن حرب أمنية، وإستخباراتية على المقاومة، لولا جاهزيتها على الرد السريع، والدقيق، والإستراتيجي، على المحاولة الصهيونية، التي باءت بالفشل، وأثبت حزب الله أنه حاضر للرد، في المكان والزمان المناسب له، وجاهز لصنعٍ نصرٍ تاريخيٍ جديدٍ.
وهنا ينطبق على الكيان المغتصب، هذه المقولة: “لا بارك الله بمرجلة من بعدها دخلك”. فبعد أن أقدم على إختراق السيادة اللبنانية، وأعتدى على الضاحية، أدخل وسطاء دوليين، على رأسهم الدبلوماسية الأميركية، على خط بيروت، في محاولة لإقناع المقاومة، أو الضغط عليها، لعدم الرد، على الخروقات الإسرائيلية الأخيرة، غير أن أمينها العام، جزم بحتمية حق الرد، والدفاع عن لبنان وأرضه وسيادته، مهما بلغت التضحيات، وحقاً هذا ما حدث. وكعادته أبر بوعده، ووجه حزب الله ضربة نوعية لجيش الإحتلال، كان لها تأثير سلبيا كبير على معنوياته، كما ورد آنفا، أشد إيلاماً، ووقعاً من البعد العسكري لها.
فقد أثبتت المقاومة أنها، صاحبة قرار حر، وأن حق الدفاع عن لبنان، مقدس، وغير قابل للمساومة أو التفاوض. والأهم من ذلك كله، أنها كشفت وهن منطومة العدو الأمنية، والإستخبارتية، وقدرة حزب الله على دقة الرد، في المكان والزمان. وفي هذا الصدد أكدت معلومات أن المقاومة تمكنت من إستهداف الآلية العسكرية، متخطيةً الإحتياطات والتدابير المتخذة من العدو على الحدود مع لبنان، فقد نجح رجال المقاومة في مهتهم، وإستطاعوا توجية الضربة للعدو، خلال وقت قصير قياسي جدا، 12 ثاينة فقط، لأن الألية المذكورة، لا تنكشف أمام النظر،إلا هذه الفترة الزمنية القصيرة، كونها تسلك مساراً غير مكشوف، فخلال الـ 12 ثانية، سددت المقاومة ضربتها، وأسقطت معها، “أسطورة” المنظومة التي لا تخترق. وقد لا تكون الضربة النهائية، وقد تأتي بعدها ضربة أو عملية أخرى، رداً على إستهداف المقاوميّن في منطقة السيدة زينب، في دمشق.