تواصلت خروقات إرهابيي «منطقة خفض التصعيد» الأخيرة في إدلب والأرياف المجاورة لها شمال غرب البلاد، وتصدى الجيش العربي السوري أمس لتصعيدهم المستمر مع سريان وقف إطلاق النار، الذي التزم به الجيش السوري والقوات الجوية الروسية، منذ ٣١ آب الماضي.
وأفاد مصدر ميداني جنوبي إدلب لـ«الوطن»، أن الجيش السوري رد على خرق الإرهابيين لوقف إطلاق النار في كفر سجنة وركايا وحزارين والدير الشرقي والدير الغربي في ريفي إدلب الجنوبي والجنوبي الشرقي، واستهدفت مدفعيته في محوري تردين والحدادة بريف اللاذقية الشمالي الشرقي، رداً على إطلاق قذائف على نقاط تمركزه في المنطقة.
بين خبراء عسكريون لـ«الوطن»، أن استمرار تعديات إرهابيي «جبهة النصرة» والتنظيمات الإرهابية المرتبطة بها على وقف النار، بالإضافة إلى مأزق الفرع السوري لتنظيم القاعدة جراء انتكاساته الميدانية الأخيرة على يد الجيش السوري، والانقسامات التي يعيشها متزعمو الصف الأول فيه، كلها مؤشرات تدل على أن التهدئة باتت تتأرجح وعلى المحك وقد تلفظ أنفاسها الأخيرة في أي لحظة برغبة وتخطيط من «النصرة».
لخبراء أكدوا أن «النصرة»، وفي ظل الظروف الراهنة، أصبحت على قناعة بأن القضاء على التهدئة الحالية نهائياً هو المخرج لمأزقها، وخصوصاً في ظل الضغوط الممارسة عليها من قبل تركيا للوفاء بعهود والتزامات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لنظيره الروسي فلاديمير بوتين خلال لقائهما الأخير في موسكو، بشأن تنفيذ بنود اتفاق «سوتشي» وفتح الأوتسترادين الدوليين من حلب إلى كل من حماة واللاذقية.
في الغضون، أكدت مصادر إعلامية مقربة من «النصرة» لـ«الوطن»، أن اعترافات القيادي لديها «أبو العبد أشداء» أول من أمس، عن الفساد المالي والإداري في الصف الأول من متزعميها، تفاعلت بتنامي اتهامات التخوين والعمالة فيما بينهم وإحالة مطلق الاعترافات إلى محكمة عسكرية عدا عن اعتقال ناشطين إعلاميين نشروا مقطع الفيديو الذي أطلقه، مثل أحمد رحال وآخرين جرى التكتم عن اعتقالهم بتدخل وساطات لإطلاق سراحهم.
وكشفت مصادر أهلية في خربة الجوز شمال غرب جسر الشغور بريف إدلب الغربي لـ«الوطن»، عن قيام مهربين محليين بالتعاون مع حرس الحدود التركي (الجندرمة) بتهريب أكثر من ٢٠٠٠ إرهابي من إدلب إلى تركيا بطريقة غير شرعية، وخاصة من معبر البلدة الحدودية غير الرسمي، وذلك منذ بدء العملية العسكرية للجيش في ٦ أيار الفائت.
وأوضحت المصادر أن معظم الإرهابيين من الميليشيات الموالية للنظام التركي ممن ضاقت بهم السبل ومن آخرين انشقوا عن الفرع السوري لتنظيم القاعدة، ولفتت إلى أن وجهة هؤلاء إلى الدول الأوروبية مروراً باليونان التي وصلتها أفواج منهم، ما يبرز خطورة تهديد أردوغان بفتح بوابات تركيا إلى أوروبا، كما في عام ٢٠١٥!
على صعيد آخر، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية إدراج تنظيم «حراس الدين» التابع لتنظيم «القاعدة» الإرهابي، والعامل في محافظة إدلب، وقائدها أبو همام الشامي على قائمة الإرهاب.
وقالت الوزارة في بيان نقلته مواقع إلكترونية معارضة: «إن «حراس الدين» هي جماعة جهادية تابعة لتنظيم «القاعدة» وانفصلت عنه في أوائل 2018»
كما أدرجت الوزارة على القائمة فاروق السوري، المعروف بأبو همام الشامي، وهو قائد «حراس الدين» والقائد السابق لتنظيم «جبهة النصرة» في سورية.
-الوطن السورية-