لا مصالحة حقيقية في الجبل من دون التيار الوطني الحر- نسيم بو سمرا
– المفاعيل السياسية لزيارة سمير الى الشوف باطلة حتى لو حصلت لاحقا
***
حين تكشف مصادر القوات لـ”الشرق الاوسط” ان زيارة جعجع الى الشوف لم ولن تُلغى… ندرك ان بروباغندا القوات لم تعد تقنع أحداً، وبخاصة في الشارع المسيحي، بعد كل الاخفاقات والفشل التي اعترت مسيرة القوات، وبالاخص بعد خروج سمير من سجن وزارة الدفاع في ال 2005. فسياسة القوات التي اعتادت ان تضع إجراً في البور وأخرى في الفلاحة، لم تعد تجدِ نفعاً، في زمن السلم والامان والاستقرار، والقوات لا تعيش الا بالحروب؛ فهي تدخل الى الحكومة لتعارضها من الداخل كما وافقت على الطائف لتفجره من الداخل، ثم أجرت ورقة النوايا في معراب لتنقلب عليها لاحقاً، وكذلك دعمت القوات وصول الرئيس العماد ميشال عون الى قصر بعبدا لتحاول في اليوم الثاني إفشال عهده وتعطيله، ثم تتحالف مع رئيس الحكومة سعد الحريري، لتطعنه بالظهر في السعودية، وتطالب بتنحيته واستبداله في عز محنته في المعتقل السعودي، واليوم، فشلت خطط سمير في استغلال حادثة قبرشمون، لدك الاسفين في علاقة التيار الوطني الحر بالحزب الاشتراكي، على خلفية استغلال الخلاف السياسي بين الفرقين الاقوى في الجبل، للقيام بتهجير ثان لمسيحيي الجبل، ولكن بالسياسة هذه المرة، بدل العسكر.
فبالتأكيد لن يقوم سمير بالزيارة الى الشوف بغياب وليد جنبلاط كونه في مصر، وتيمور عند رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل في اللقلوق، ونواب الاشتراكي مجتمعون مع وفد من حزب الله عند بري في عين التينة، فأولا ضربت خطة سمير بالتقرب من الاشتراكي وتخريب العلاقات بين اللبنانيين، وأهمها العلاقة بين أهم مكونين في الجبل، والتي اثبتت تجربة مصالحة الجبل غير المكتملة في ال 2001، ان لا مصالحة حقيقية في الجبل من دون التيار الوطني الحر، ومن دون احترام الناخبين المسيحيين في الجبل الذين أعطوا بمعظمهم الثقة للتيار، ومن دون الاعتراف بالعودة السياسية لمسيحيي الجبل قبل الجسدية؛ وثانياً، إنّ سمير كان يتكل على الاشتراكي لتأمين الحشد له، خلال زيارته، فألغى او أرجأ الزيارة، لا فرق، لمعرفته المسبقة بفشلها، لأنه لا يستند الى شعبية في الشارع المسيحي، وكل من لا يملك دعما شعبياً، وبخاصة في طائفته، طالما ان نظامنا طائفي توافقي، سيكون مصيره في النهاية حين تحين الظروف، الزوال.
في المحصلة، وبحال تمّ تأجيل زيارة سمير الى الشوف ولم تلغَ كما يدّعون، فمفاعيلها السياسية باطلة حتى لو حصلت لاحقا.