د. جمال واكيم-
حقق الجيش العربي السوري تقدما كبيرا في الأيام الماضية في منطقة إدلب. إذ أنه وبعد طول انتظار، بناء على تمنيات روسية كانت تسعى لحل الأمور مع تركيا الداعمة للجماعات المسلحة في إدلب، وبعدما استنفذت كل الوسائل لذلك، فإن الروس يئسوا من الطرف التركي بقبوله سحب دعمه للجماعات المسلحة. هنا قررت الحكومة السورية اتخاذ القرار لجهة استعادة السيطرة على هذه المنطقة، وهي سيطرت على عدد كبير من البلدات والقرى فيها، في إطار توقعات بأن تستعاد السيطرة على هذه المنطقة خلال أسابيع قليلة.
أما في ما يتعلق بالتوقيت، فلقد اختار السوريون منتصف شهر آب الحالي لظروف مناخية تسبق الخريف الذي تتعقد الأعمال العسكرية خلاله في تلك المنطقة. إضافة الى قرب بدء حملة الإنتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة، ما يجعل الرئيس دونالد ترامب يركز على الداخل الأميركي، في الوقت الذي يتجنب فيه مغامرات خارجية قد تكون مكلفة وتؤثر سلبا على فرصه بالفوز بولاية رئاسية ثانية.
هنا يمكن أن نفهم الخطاب الذي أدلى به مندوب سوريا في الأمم المتحدة السفير بشار الجعفري الذي أعلن بأن القوات الأميركية، التي تتواجد في منطقة التنف في شرق سوريا، وفي قواعد في منطقة شمال شرق سورية التي تسيطر عليها القوات الكردية، قد دخلت الأراضي بطريقة غير شرعية. وهو هنا يلمح إلى شرعية استهداف هذه القوات في حال بقائها على الأراضي السورية، ما يؤشر إلى أن الحكومة السورية قد اتخذت قرارها بالإنتقال الى تحرير منطقة شرق الفرات واستعادتها الى كنف السيادة السورية، وأنها ستستهدف القوات الأميركية التي تتواجد هناك في حال لم تسحبها واشنطن.
ولذا يتوقع أن تتخذ واشنطن خطوات صدامية نتيجة بدء ترامب ومعه النخب الأميركية الحاكمة الحملات للانتخابات الرئاسية ما قد يؤشر الى ان الطرف الروسي ومن خلفه حليفه السوري والإيراني قد قررا حسم المعركة الميدانية وفرض أمر واقع على الإدارة الأميركية الحالية في حال نجحت بولاية ثانية أو على الإدارة الأميركية الجديدة في حال خسر ترامب في الانتخابات.
-موقع المحلل-