♰ لا رئاسة عامة ولا مرؤوسين بل خادم أول وإخوة يعيشون لتنفيذ مشروع يسوع
♰ يرُّش المسلمون الأرُّز والورد على المسيرة.. وهم يرّدون على تحيّة الراهب “المجد لله” بـ”دايماً لله”
* ♰ *
مبروك تأسيس جمعية رهبانيّة مارونيّة جديدة في بلدة مجدلون – بعلبك من خمسة رهبان وخمسة أخوة إسمها “رهبنة بيت مار مارون وخُدَّام أرز لبنان”..
والرهبان الخمسة هم̣
- الأب جان أيوب،
- الأب طانيوس الغصين،
- الأب مارون ساسين،
- الأب الياس مارون غاريوس،
- الأب بيار مطر،
وقد خرجوا كلّهم من رحم الرهبانيّة اللبنانيّة المارونيّة من دون مصاعب مع وضع قانون تأسيسي جديد لرهبانيتهم الناشئة.. وكأن التاريخ يعيد نفسه عندما خرجت الرهبانية المارونية المريمية من رحم الرهبانية اللبنانية المارونية عام 1770، وصدر الأمر من الكرسي الرسولي بقسمة الرهبانية الى اثنتين: الرهبانية الحلبية والرهبانية البلدية، وكانت بداية طريق لتقديس مئات من الرهبان والكهنة في خدمة الكنيسة المارونية في لبنان والانتشار حول العالم.
https://youtu.be/ySEuiEoU1vE
الأب الروحي لرهبانية «بيت مارون وخدّام أرزة لبنان» هو الأب الياس مارون غاريوس. والخادم الأول بينهم هو الأب بيار مطر. لا رئاسة عامة ولا مرؤوسين في رهبنتهم بل خادم أول وإخوة يعيشون لتنفيذ مشروع يسوع برعاية مطران أبرشيّة بعلبك ودير الأحمر للموارنة حنا رحمه.
لماذا إختاروا مجدلون إنطلاقة لرسالتهم ؟ يجيب أحد العارفين من أبناء البلدة الذين شهدوا على تحوّل بيت عادي في قريته الى نواة دير، وصار صالونه مذبحًا مؤقتًا وبيتًا للرهبان، ومطبخه تَحوَّل الى قاعة للاجتماعات والمنامة، يقول «حضور المسيحيين في العالم العربي بالنسبة لهؤلاء الرهبان أولى الرسالات، فاذا كان هذا البلد الصغير قد صمد أمام كل الحروب وبقي المسيحيون في أرضهم فهذا يعني أن بقاءه في هذا الشرق مشيئة إلهية! وإذا كان لبنان وطن الله، فهل يجوز ان نتركه نحن لأن المسيحي مضطهد في هذا العالم ؟
لذا كما الجيش الذي يقف على الحدود اللبنانية ويحميها، إختاروا هم منطقة حدوديّة نائية نحتاج فيها نحن المسيحيون لمن يقف الى جانبنا ولا يُنظِّر علينا! والأهمّ أنهم محبوبون عندنا ومحترمون من المسلمين إخوتنا كما المسيحيين! إختاروا أن يشهدوا للمسيح حتى الشهادة..».
الشهادة لن تكون بعيدة منهم، فالأب الياس مارون غاريوس الأب الروحي لمشروعهم الرهباني إعتُبِر في مرحلة من مراحل خدمته في رعية بعلبك، حالةً استفزازية في المنطقة. هكذا يقول البعض ممن تابعوا مسيرة غاريوس، أما أصدقاء الكهنة فيردّون على هذه الأقاويل التي تَتَردَّد أمامهم دائمًا ومن خلال ما سمعوه من عظات أبونا مارون “يسوع قال لتلامذته اذهبوا وبشّروا وتلمِذوا وعمِّدوا كل الأمم”.
هَمُّ الكاهن او الراهب ان يعيش كلمة يسوع، وإذا عُدنا الى أعمال الرسل نَقرأ أن مار بطرس كان متوجهًا مع يوحنا الى الهيكل، وكان هناك كسيح من ولادته حاول أن يشحذ المال من مار بطرس فقال له « لا فضة ولا ذهب معي لأعطيك. سأعطيك ما عندي « بإسم يسوع الناصري قُمّ وإمشِ». على أثر ذلك أوقفهم الكهنة وجلدوهم وحَذَّروهم من البشارة بإسم يسوع مَرَّة أخرى، فَرَدَّ بطرس « الله أولى بالطاعة من البشر». إذن الله أولى بالطاعة من كل القائلين بأن رسالة ابونا الياس إستفزازية، وهي واجب كل مسيحي مُعَمَّد ان يُبشّر «وويل لي إن لم أبشِّر » وهذا قول لمار بولس. اليوم يساوم البعض على كلمة يسوع كرمى لبعض البشر وأفكارهم! وربما لذلك يُفَسَّر إجتهاد وإصرار الأب الياس مارون إستفزازًا.
الحاضرون في تلك الساحة ممتلئون من كلام يسوع وتعاليم الرسل، يحفظون عظات الكهنة الخمسة في قداس الأحد في مجدلون ويحملونها زادًا لأيام الأسبوع كلٌ في بيئته وعالمه وعمله وعائلته.
وفي الحقيقة إن من يسمع عظات أبونا الياس يدرك أن هذا الرجل نَذَرَ نفسه ليبشِّر بجمال المسيح ومحبة المسيح، ومن يراقب نشاطه الرعوي يكتشف أنه يعطي الفقير مهما كان دينه ومهما كانت حاجته. لذا رأوا فيه يسوع من دون أن يخبرهم عنه، لذا يركضون الى الدير يسألونه «أخبرنا عن يسوع»!.
صوت الأعمال اقوى من ضجيج الكلام. لذا وفي خلال زيّاحات درب الصليب وجمعة الآلام يرُّش المسلمون الأرُّز والورد على المسيرة.. وهم يرّدون على تحيّة الراهب “المجد لله” بـ”دايماً لله”. يدخلون الى البيت ليأخذوا يسوع فهل يقول لهم أبونا الياس «ما بعطيكن يسوع ؟!!».
الكنيسة المارونية هي كنيسة كل الشعب، وكانت دائمًا إسمها بيت مارون. كل الدلالات في مجدلون والجوار أن هذا البيت سيكون خميرة لبيوت كثيرة لمارون وخدّام أرزة لبنان على كل أراضيه المقدّسة.
لم يأخذوا معهم لا أديار ولا ممتلكات، أخذوا المسيح فقط. والناس من حولهم جزء من علامة حضور الله فيهم ومعهم.
هذا هو المشهد في حيّ من أحياء قرية مجدلون، وهذا هو لسان حال الأصدقاء الأمناء للكهنة ومشروعهم، فكل من هُم فوق ممتلئون من يسوع، يسوع وحده..