هدوء حذر صبغ المشهد الميداني شمالاً، بعد يوم واحد من موافقة دمشق المشروطة، على هدنة تشمل جبهات القتال في تلك المنطقة، في حال انسحب الإرهابيون إلى مسافة 20 كيلو متراً تطبيقاً لاتفاق «سوتشي».
الموافقة السورية المشروطة بتطبيق «سوتشي»، تبدو مرتبطة بصورة مباشرة بالأداء التركي، الذي ماطل منذ إعلان الاتفاق وحتى الآن في تنفيذ ما عليه من التزامات، ولا تعطي المؤشرات الأولية حتى اللحظة، أي أمل بتطبيق أنقرة لما تتعهد به أمام حليفي دمشق روسيا وإيران، لتبقى استمرارية «وقف إطلاق النار» مرهونة بالممارسات التركية على أرض الميدان خلال الأيام القادمة.
أمس، أفادت مواقع إلكترونية معارضة، بأن نازحي إدلب بدؤوا بالعودة إلى قراهم ومنازلهم في الريف الجنوبي للمحافظة، بعد إعلان «وقف إطلاق النار»، وأضافت المواقع: إن عودة النازحين ما زالت «خجولة وحذرة»، وسط تخوفات من خروقات تطول مناطقهم بشكل مفاجئ، بعد خرق الإرهابيين «الاتفاق» لعدة مرات أول من أمس.
وشملت المناطق التي بدأت تستقبل عدداً من العائلات كلاً من مدن خان شيخون ومعرة النعمان ومناطق جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي، بعدما نزحوا سابقاً إلى مناطق ريف إدلب الشرقي وريف حلب الغربي.
من جهته وخلال مؤتمر صحفي له أمس، قال المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سورية، رئيس الوفد الروسي إلى محادثات أستانا ألكسندر لافرنتييف، في ختام الجولة الـ13 من محادثات «أستانا»: إن «المحادثات أولت اهتماماً كبيراً بمكافحة الإرهاب في سورية، وخاصة في إدلب حيث تسيطر التنظيمات الإرهابية التي تضم آلاف الإرهابيين الأجانب على معظم مساحة المحافظة، وتحتجز مئات آلاف السوريين وتتخذهم رهائن، ما يتطلب تنفيذ اتفاق «سوتشي» حول إدلب والاستمرار في مكافحة هذه التنظيمات».
وشدد لافرنتييف على ضرورة إنهاء الوجود الأجنبي غير الشرعي في سورية، وقال: «على الولايات المتحدة، والدول الأوروبية الموجودة في سورية بشكل غير شرعي، والتي تتذرع بأنها تكافح تنظيم داعش والتنظيمات الإرهابية الأخرى لتنفيذ أهدافها ومصالحها الضيقة، الانسحاب فوراً من الأراضي السورية».
وأوضح لافرنتييف أن الولايات المتحدة تزيد عدد قواتها غير الشرعية في سورية عبر شركات الأمن الخاصة، رغم إعلان الرئيس دونالد ترامب، انسحاب قواته من سورية، معرباً عن أمله في أن تعيد واشنطن النظر في تصرفاتها، وتسحب قواتها غير الشرعية من سورية.
وجدد لافرنتييف التأكيد على أهمية صيغة «أستانا» في إيجاد حل سياسي للأزمة في سورية، وفي القضاء على الإرهاب وتسهيل عودة المهجرين السوريين إلى بلدهم، داعياً المجتمع الدولي إلى تسهيل عودتهم، وعدم عرقلتها بعد أن هيأت الدولة السورية الظروف الملائمة لذلك، مطالباً المنظمات الدولية بتقديم المساعدة في عملية إعادة الإعمار.
وكانت الدول الضامنة لعملية أستانا، روسيا وإيران وتركيا، جددت في البيان الختامي للجولة الـ13 من «أستانا» التي عقدت في العاصمة الكازاخية نور سلطان، التزامها القوي بسيادة واستقلال ووحدة وسلامة أراضي الجمهورية العربية السورية، واستمرار التعاون حتى القضاء التام على التنظيمات الإرهابية فيها، ورفضها الأجندات الانفصالية التي تهدف إلى تقويض سيادة وسلامة الأراضي السورية.
على صعيد منفصل، ارتقى أمس عدد من الشهداء العسكريين، جراء وقوع انفجار في محيط مطار الشعيرات بريف حمص الجنوبي الشرقي.
وذكر مصدر عسكري في المطار لـ«الوطن» أن الانفجار وقع خلال نقل مخلفات ذخيرة منتهية الصلاحية بهدف التخلص منها وتأمينها خارج المطار، إلا أنه ونتيجة لخطأ فني حدث الانفجار ما تسبب بارتقاء 26 شهيداً وجريح واحد، وتم نقلهم إلى المشفى العسكري بحمص.
-الوطن السورية-