– تهوّر البيك.. “النصيحة بجمل”..
***
إعتاد اللبنانيين على الإستشهاد دائما بوليد جنبلاط، بيك المختارة، ثعلب السياسة، هذا السياسي المحنك الذي لا يترك فرصة لا ينتهزها من أجل حماية الدروز، إلا أن هذه الحجة سقطت حكمًا مع تحليله لدم دروز سوريا، هذا السياسي الذي طالما كان بيضة القبان في كل كبيرة وصغيرة، ولكن ما هي مشكلتك يا جنبلاط؟ لما رهاناتك دائمًا خاسرة!!
من يقرأ السطر الأخير، لابد من أن ينتقدني، ولكن مهلاً، فلنناقش قليلًا تاريخ وليد بيك، وستعلمون وحدكم، أنه صاحب الخيارات الخاطئة.
لن أناقش رهانات كمال جنبلاط، بل سأبدأ فقط بوليد بيك، هو من راهن على الجيش الإسرائيلي لدى دخوله للجبل، ولم يحسب يومًا أن الجيش الإسرائيلي سينسحب من الجبل، وبعدها سيخرج مذلولًا من أرض لبنان وجنوبه، فذهب معهم الى أبعد حدود، حتى أن شبابه هاجموا مواكب الجيش الذي كان مكلف إستلام المنطقة بعد الإنسحاب الإسرائيلي، وللمفارقة كان العقيد ميشال عون على رأس موكب الجيش.
بعدها راهن البيك على حليفه السوري، وهو من كان يحتفل بعيد ميلاد القائد الخالد حسب تعبير أحد نوابه ووزرائه، وإستشعر أنه بطول مدة إستقرار الجيش السوري في لبنان أن هذا البقاء هو أبدي، فدخل بكل ما لديه بإتجاه هذا الرهان، ولم يصدق أحد أولئك الشباب الذين كانو يتظاهرون ضد هذا الإحتلال، إلا وفي ليلة غاب فيها البدر وغاب معه حليف البيك.
إستمر هذا البيك بتهوره، وبأخذ الطائفة الدرزية معه رهينة ما يشتهيه، فخرج بخطاب عظيم ليصف فيه بشار الأسد رئيس سوريا، بأبش النعوت، فحوله تارةً حوتا، وتارةً قردًا، وتنقل بنعوته مع الحيوانات، وبعدها فاجئ البيك العالم بإعتزاره من الرئيس الأسد، ليبرر أنها ذلة لسان، فيعود وينقلب على الأسد نفسه، ويراهن على سقوطه، وها هو النظام السوري يدخل عامه التاسع مع الحرب وهناك إجماع عالمي أنه لن يسقط.
مهلا هنا، تمعنوا بالقرأة، لأن هنا وليد بيك جازف، من أجل إشباع نفسه، بالأرض اللبنانية، فهو عندما إستشعر بضربة أميركية على إيران خرج بتصريح ينفي به لبنانية مزارع شبعا، وليعود ويؤكد لبنانيتها.
ناهيكم عن التقلبات اليومية، ففي الصباح يكون مكب النفايات صحي، ليصبح ظهرًا خطرًا يهدد السلامة العامة، وليغرد مساءً مطالبا بتشريع “الحشيشة” ويعود في اليوم الثاني نافيًا، فيطلق تصريحًا مطالبًا بالكفاءة في التعيينات، ومن تحت الطاولة يطالب بحصته.
ولكن ما حصل صباح الأحد الفائت في عاليه، هو يؤشر الى أن تقلباته غير مبررة، وليس لها ركيزة، وهي ما تعود وتسقط حجة أمن الدروز ومصلحتهم، فما سقط هو دم درزي، لشباب موحدين دروز، ولكن ما هو غير واضح، ما هي المتغيرات التي دفعت به الى هكذا تصرفات، أوليس هو البيك نفسه الذي شارك في قداس “التوبة والمغفرة”؟ ما الذي جرى يا بيك لتلتف هكذا؟
نصيحتي لك يا بيك، وكما يقال، “النصيحة بجمل”، لا تجعل برماتك سريعة مثل البلبل، لأنه مهما فتل، وذهب يمينًا ويسارًا، في نهاية المطاف سيقع، ولن يلقى أحد ليقوم “بفتله” من جديد…