– ما هي خطّة هذا الرجل..!!
***
إن المسار التاريخي لشخص ميشال عون وحده كفيل لفهم من هو هذا الرجل وكيف يتعاطى مع الملفات المحلية، الإقليمية والدولية…
من هنا يطرح السؤال الحقيقي هل هذه الحالة الفذّة التي سحرت قلوب الشعب اللبنانية تغيرت مع إنخراطها في المعترك السياسي اللبناني أم بقيت كما هي مع بعض التعديلات في الشكل لا المضمون؟ بمعنى آخر هل ميشال عون رئيسًا للجمهورية اللبنانية هو نفسه رئيس الحكومة الثائر لا على االهيمنة السورية فحسب بل على التركيبة السياسية التقليدية.
في الحقيقية من الصعب جدًا مقاربة تلك الحقبة بهذه، وذاك الظرف بهذا إنما الصورة العامة كفيلة بفهم كم أن هذا الرجل ثابت على موقفه، مصمم على تحقيق حلمه ببناء دولة ومواظب حتى الرمق الأخير.
***
بدايةً، إنطلقت مسيرة الرئيس عون وشعاره واضح الحرية، السيادة والإستقلال مضيفًا الى ذلك محاربته أي مشروع تقسيمي يحوّل لبنان الى كانتونات (على االطريقة السويسرية) وبؤر طائفية، أما اليوم فهو نفسه وقف بوجه العالم كله رافضًا التعدي على السيادة اللبنانية من خلال إصراره على عودة الرئيس الحريري وإعلان إستقالته من الأراضي اللبنانية ليوجه صفعة بوجه من حاول التعدي على السيادة معتبرًا نفسه قوّة إقليمية صاحبة سلطة مطلقة على دول إقليمها .فهو ما زال واقفًا شامخًا بوجه أي إعتداء على السيادة اللبنانية.
من جهة أخرى هو ذاته من طالب يومًا بحرية وإستقلال لبنان وقف اليوم مستفتحًا عهده بتحرير جرود لبنان لتعود الحريّة لأرض لبنان والإستقلال لشعبه.
***
من ناحية أخرى وقف عام ١٩٨٩ بوجه المجتمع الدولي والإرادة الدولية التي أرادت تكريس الوجود السوري عبر إتفاق الطائف، هو نفسه اليوم يواجه الإرادة الدولية بتوطين النازحين السوريين وتغيير الديمغرافية الللبنانية فصورة لبنان كما هو بلد الرسالة أكبر من أن يبلع، أصغر من أن يقسم وأقوى من محاولات تغير ديمغرافيته الفريدة.
***
أمّا فيما خصّ شعاره الشهير “العالم يسحقني ولا يأخذ توقيعي” الذي أطلقه تزامنًا مع حملة تسويق إتفاق الطائف فجسّده اليوم في موقفين أولهما تعليق المجلس النيابي مجنبًا لبنان من تمديدٍ نيابي كان ليوقع عليه لو مرّ بالجلسة النيابية المخصصة لإقراره، وثانيهما عندما رفض أمام كل البعثات الدولية إعتبار حزب لله منظمة إرهابية فرفض التوقيع ولو معنويًا على هكذا تصنيف يحوّل ثلث اللبنانيين من مواطنين الى إرهابيين.
***
أخيرًا بقي هذا الرجل نفسه يرسم خططًا ويبذل كلّ ما بوسعه لتحقيقها، في الماضي صمم على تحرير البلاد فما كان منه الّا أن واظب حتى إنتصر واليوم مصمم على التحرر فبدأ معركةً إصلاحية هزّت عروش الفاسدين ولن يهدأ له بال حتى تحقيق مبتغاه مكملًا ما بدأه فؤاد شهاب من مؤسسات فكما كان هذا الأخير المنقذ الذي عالج أزمة ١٩٥٨ هناك اليوم جبل في بعبدا حامٍ للدستور ومصمم على العبور بلبنان الى برّ الأمان معالجًا الأزمة الإقتصادية الحالية.