أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


عون: ننجز بسرعة السلحفاة والسبب «ألاعيب سياسية».. تجاوزنا مرحلة صعبة ونحتاج وقت للنهوض ومعركة الفساد لن تتوقف

– لبنان أشبه بسفينة «تايتانيك» تغرق ببطء فيما ركابها يرقصون
– البليار بالسياسة، تُضرب طابة ليصيب بها طابة أخرى
– الحلول بالمتناول إذا حسنت النوايا، والاقتصاد ليس حزباً، الاقتصاد للكل (ثائر عباس – الشرق الأوسط)

***

يشبّه الرئيس اللبناني العماد ميشال عون الوضع في لبنان بوضع سفينة «تيتانيك» التي كانت تغرق ببطء، بينما ركابها يرقصون في صالوناتها غير مدركين للخطر الملم بها، إلى أن كانت الكارثة. ونقل عن عون زواره لـ«الشرق الأوسط»، بالأمس، مواقفه إزاء عدد من القضايا؛ منها الدفاع عن وزير الخارجية جبران باسيل بعد عاصفة التصريحات والتصريحات المضادة التي كان طرفاً فيها.

الرئيس استغرب كيف أنه بموازاة الدعوات للتقشف والتحذيرات من الوضع الاقتصادي تتصاعد بعض الأصوات في القطاعات الرسمية للمطالبة بزيادات على الرواتب والتقديمات وصولاً إلى حد الإضراب عن العمل، كما هو حاصل مثلاً في الجامعة اللبنانية التي شملت سلسلة الرتب والرواتب الأخيرة لأساتذتها. ويقول: «الأساتذة والأطباء من نخب الوطن، ويجب عليهم قبل غيرهم أن يفكّروا في المصلحة العامة، وإذا وصلنا إلى مرحلة تم وضع اليد فيها على لبنان سيتم التدخل في قائمة الطعام في منزل كل منا».

وأخذ عون على أفراد الطبقة السياسية «الإفراط في الاهتمام بمصالحهم»، عادّاً أن وضع المنطقة المتوتر يحتاج اليوم أكثر من أي وقت مضى قدراً عالياً من التضامن بين اللبنانيين، فيما السجال الدائر حول بعض الملفات «يقارب البحث في جنس الملائكة». ونبه إلى أن الجدل حول الصلاحيات غير مفيد، لأنه إذا انهار لبنان فستذوب كل الصلاحيات ولا تفيد أي واحد منا. وقال: «المنطقة تهتز، وكثير من السياسيين في لبنان يتصرف كأنه لا يدري ماذا يجري حولنا، فالمد الحيوي للبنان هو في الدول العربية، وأزمات المنطقة تؤثر علينا بشكل كبير».

أما حيال الهجمات التي طالت وزير الخارجية جبران باسيل، رئيس «التيار الوطني الحر» الذي أسسه، فاعتبر الرئيس اللبناني أن باسيل «تعرض لحملة منظمة، انطلاقاً من كلمات لم يقلها، أو تم تحريفها، فعندما تحدث عن أننا لا نريد سنّية سياسية ولا مارونية سياسية ولا شيعية سياسية، اجتزئ كلامه، وتم التركيز على عبارة السنية السياسية». وأشار إلى أن باسيل قد لا يكون مستهدفاً في هذه الحملة، بقدر ما كان غيره مستهدفاً، قائلاً إن البعض يلعب «البليار بالسياسة، فيضرب طابة ليصيب بها الطابة الأخرى».

وعلى الصعيد الاقتصادي، رأى عون أن الوضع المالي دقيق، لكنه ليس ميؤوساً منه، مشيراً إلى أن «الدولة هي مَن تعاني وليس الموظفون»، مستغرباً «كمية الضجيج حول هذا الموضوع في حين أنه لم تتأخر رواتب الموظفين ولا مرة واحدة، فلماذا الشكوى من الوضع؟». وأمل في تحسن الأوضاع، لكن قال إن «هذا يحتاج إلى عمل دؤوب وإلى نية صافية في العمل، لا أن ندخل إلى مجلس الوزراء فنناقش الأمر ونقترح إجراءات ثم نخرج من الجلسة فننتقد… اللعب بالسياسة لا يجوز داخل المؤسسات، فمجلس الوزراء لإدارة البلاد ومجلس النواب للتشريع، وهما ليس المكان المناسب للمناورات السياسية، لأن مسار الدولة ولقمة عيش المواطن لا يحتملانها».

وإذ أبدى الرئيس عون أمله في موسم اصطياف جيد، متوقعاً وصول كثير من السياح العرب إلى لبنان، خصوصاً من السعوديين بعد رفع التحذير الرسمي، توقع أن تشهد المرحلة المقبلة مزيداً من الحراك الحكومي، بعد إقرار الموازنة.

وأردف أن «مسار العمل الحكومي لاحقاً سوف يسير على خطين؛

  • الأول الخطة الاقتصادية التي يجب أن تنبع من الرؤية الاقتصادية التي باتت جاهزة،
  • الثاني الخطة البيئية.

والأمران يحتاجان فقط إلى تأكيد من مجلس الوزراء ووضع الخطة التنفيذية، وهما من شأنهما المساهمة في تعزيز الوضع الاقتصادي وتحسين نوعية حياة اللبنانيين».

وإذ شدد الرئيس على أن الوقت لا يسمح بـ«ترف الاختلاف»، شدّد على ضرورة أن تحسم الأطراف السياسية أمرها بالمشاركة الفعلية في عملية إنقاذ الوضع اللبناني، خصوصاً أن الأزمات الداخلية تتراكم، والحلول بالمتناول، إذا تخلت الأطراف عن أنانياتها. واختتم بالقول: «نعم، نحن ننجز، لكن مسار إنجازاتنا بطيء كالسلحفاة… الاقتصاد ليس حزباً، وليس لطرف دون الآخر، الاقتصاد للكل»، مبدياً استغرابه من «التناقضات داخل الأحزاب لجهة منهجية العمل، حيث يضيع كثير من الوقت على الهوامش، في حين أن الأمور تكون أسرع وأكثر إفادة إن انتقلنا إلى العمل بدلاً من الاستعراض وتسجيل المواقف».

***

هذا وشهد قصر بعبدا ظهر يوم الثلثاء (18 حزيران 2019) سلسلة لقاءات تناولت مواضيع سياسية وانمائية، كما اولى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون اهتماما بأوضاع اللبنانيين المنتشرين في بلاد الاغتراب.

سياسياً، استقبل الرئيس عون الامين العام لحزب ” الطاشناق” النائب اغوب بقرادونيان واجرى معه جولة افق تناولت التطورات السياسية الراهنة وعمل لجنة المال والموازنة النيابية في درس مشروع موازنة 2019، اضافة الى الاوضاع الاقليمية ومطالب اللبنانيين الارمن.

وقد ابلغ الرئيس عون النائب بقرادونيان انه يتابع باهتمام عمل لجنة المال والموازنة النيابية، ويقدّر الجهود التي يبذلها رئيسها النائب ابراهيم كنعان والاعضاء فيها، لافتاَ الى ان التعديلات التي يتم ادخالها الى مشروع الموازنة والملاحظات التي يتم تسجيلها، تعكس وجهة نظر النواب الذين لهم في النهاية الكلمة الاخيرة في اقرار قانون الموازنة. واعرب الرئيس عون عن امله في ان تنجز اللجنة النيابية عملها سريعا ليعرض مشروع القانون بصيغته المعدلة على الهيئة العامة.

واستقبل الرئيس عون وفدا من مطارنة الموارنة في الانتشار ضم المطارنة: جورج بو يونس (المكسيك)، غريغوري منصور ( الولايات المتحدة- بروكلين)، ادغار ماضي (البرازيل)، سيمون فضول (افريقيا)، حبيب شامية (الارجنتين)، مروان تابت (كندا)، شربل طربيه (اوستراليا)، عبد الله زيدان (الولايات المتحدة – لوس انجلوس).

وقد نقل المطارنة الى الرئيس عون تحيات ابناء الجاليات اللبنانية في رعاياهم، ومحبتهم لوطنهم الام وتقديرهم للدور الذي يلعبه الرئيس عون في قيادة مسيرة البلاد الى شاطىء الامان. كما نقلوا هواجس المنتشرين اللبنانيين ورغبتهم في ان يكونوا على تواصل دائم مع لبنان والمساهمة في نهضته واستقراره.

ورد الرئيس عون مرحباً بالوفد، شاكرا ما ابداه المطارنة من محبة. وشدد على اهمية ارتباط اللبنانيين بالمناطق اللبنانية الجبلية، وتعلقهم بها منذ القدم حيث اقاموا صروحاً دينية فيها. وتمنى الرئيس عون على “الكنيسة اللبنانية وفروعها في بلاد الاغتراب وخصوصاً في اميركا اللاتينية حيث النسبة الاكبر من المنتشرين اللبنانيين، تشجيع هؤلاء على استرجاع هويتهم اللبنانية، ولو لم يعودوا الى لبنان، لان هذه الهوية من شأنها تسهيل تواصلهم مع المقيمين في لبنان. وما مساهمتنا في اقامة خط طيران مباشر بين بيروت ومدريد سوى لتسهيل الانتقال بين لبنان ودول اميركا الجنوبية”.

ثم تحدث الرئيس عون عن الوضع اللبناني الحالي فطمأن الى ان لبنان “تخطى مرحلة قاسية جداً تمثلت بالحروب في المنطقة والارهاب الذي وصل الينا بسبب هذه الحروب، ونجحنا في دحر الارهابيين من المناطق اللبنانية وقد كلّفنا ذلك سقوط شهداء من الجيش اللبناني والقوى الامنية التي تعاملت ايضاً بنجاح مع الخلايا النائمة المندسة بين النازحين وفي مناطق لبنانية، وها نحن نحظى باستقرار امني قلّ نظيره في العالم، وهو ما يمكنكم معاينته عملياً. اما على صعيد الحياة اللبنانية، فنحن نختلف سياسياً الا اننا متفقون على حب الوطن وعلى ان نكسبه جميعاً اياً كان الخط السياسي الذي سينتصر لان لبنان هو الذي سيستفيد. وعلى الرغم من تعدد الاديان والطوائف، فإننا لا نختلف دينياً، لا بل نتفق على الجوهر وعلى حرية المعتقدات والعبادة.”

وتابع الرئيس عون: “بالنسبة الى الوضع الاقتصادي، لقد ورثنا حملاً ثقيلاً وبدأنا العمل لاجراء تغييرات اساسية للنهوض بالاقتصاد، ووضعنا الخطط الا ان المسار طويل ويحتاج الى وقت. وقد ساعدنا الاستقرار الامني على تعزيز الحركة السياحية، ونعمل على اعادة العجلة الصناعية الى الدوران. المهمة صعبة دون شك، ولكنها ستتم، الا ان اللبنانيين قلقون لان هناك فجوة في الثقة بينهم وبين الحكومات السابقة المتعاقبة، نعمل على ترميمها وهو امر ليس بالسهل، ونأمل ان يتحسن الوضع يوماً بعد يوم.”

واكد الرئيس عون ان معركة الفساد مستمرة ولن تتوقف وهي طالت وستطال مؤسسات وقطاعات عدة. واوضح رداً على سؤال حول مسألة النفط ان لبنان يرحّب بكل الشركات من كافة دول العالم للمشاركة في المناقصات التي تجرى للتنقيب عن النفط والغاز.

وفي قصر بعبدا، عائلة المرحوم الوزير السابق اللواء سامي الخطيب التي شكرت الرئيس عون على مواساتها في مصابها بفقيدها، لا سيما لجهة منحه وسام الارز من رتبة ضابط اكبر تقديراً لعطاءاته وتكليف وزير الاعلام جمال الجراح تمثيل رئيس الجمهورية في وداعه.

وضم الوفد بنات الفقيد: ديما، وجينا وزوجها ابرهيم الناطور، وجيهان وزوجها صائب مطرجي، وشقيق الفقيد المدير العام لوزارة السياحة سابقاً محمد الخطيب.