أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


من كابوس عون الى عقبة جبران.. (الياس زغبي)

– إتعظوا.. سبق وصبيتم جام غضبكم، وأكاذيبكم، وسمومكم على عون..!!

***

إشتموه، هاجموه، إتهموه، أو حتى تجنوا عليه، فهو صاحب “الجسم اللبيس” الجاهز بأن يلبس بلاويكم، ويبعدها عن هذه الساحة التي أصبحت مكتظة “بالوطنيين الأحرار الجدد” الذي ما لبث أن بدأنا بالكلام عن مكافحة الفساد حتى بدأوا بالتسابق والتدافع لإحتلال المنبر الأمامي.. وهذا ما عاد بذاكرتي الى التمييز بين صورة من كان يرقص في ذكرى ميلاد “القائد الخالد” (حسب تعبيرهم) وصورة من تبنى إنسحاب الجيش السوري.

بالأمس كان همهم إبعاد كابوس ميشال عون عنهم، وحتى بعد العودة حاولوا إحتوائه، وتحجيمه، إلا أن شعبه هو من أعطاه القوة، والصبر، وكللهما بحكمته، حتى أجبر كل “شباب الصورة” على إنتخابه فخامةً لرئاسة الجمهورية، وقوفًا، أما اليوم فهم يقفون عاجزين أمام عقبة جديدة تدعى جبران.

أول المتعثرين هو من تحالف مع العماد عون، وتقرب منه، وإحتل دور الإبن ليرثه على قاعدة “الإقطاع” الوراثي، فهذه عادة لا يمكن تغييرها أو نزعها، فتفاجئ بحائط جبران، أما الثاني فأظهر النوايا الطيبة ليحتل المنطقة “الشرقية” التي طال حلمه بها، فركب حصان طروادة داخلاً فاتحًا، فإصطدم “بسور جبران العظيم”، وثالثهم على الساحة المسيحية قاد حملةً شرسة محاولاً كسر العماد عون في متنه، فضُرب بتحالف مع حكيم وبمواجهةٍ مع حكيمٍ، عاد الكرة مع إبنه، فاصطدم من جديد بما أصبح معروف منما سلف بجبران.

وإذا ما توسعنا قليلًا بخصومات العماد عون في الساحة اللبنانية خارج الساحة المسيحية، فلا يمكن إغفال الكباش الكبير الذي دار بين الجنرال سابقًا وبيك المختارة، فحاول التيار مرارًا وتكرارًا إختراق الجبل الذي سُيطر عليه بلوائح مغلقة، ليعود هذا الجبران ويدخله من بابه العريض بكتلة تضمن جبلها.

ومع هذه الخصومات، للعماد وجبرانه، حليف، صدقوا معه وبادلهم بالصدق، على الساحة الشيعية المقاومة، وفي المقلب الآخر من الساحة عينها، حليف الحليف، ما كانت يومًا بينه وبين “ساكن الرابية” كيمياء تجمعهم، وما جمعهم سوى الحليف، فإنسحب ضياع الكيمياء الى جبران، على قاعدة حقك حقك، وحقي حقي، ومن غير المقبول التعدي على حقوق بعضنا.

ونصل سويةً الى الساحة المختلفة كليًا، ساحة “الحريرية السياسية” التي تحداها عماد بعبدا، وواجهها وهو في “بوز المدفع” عوضًا عن الكثير من الحلفاء او الذين من المفترض أن يكونوا حلفاء، كباش دام طويلاً دون نتيجة، فعندها وجِدَ ساحة لقاء مشترك، من أجل إرساء العيش المشترك، ومحاولة دمج المسيحية بالشيعية والسنية، لخلق ذاك الكائن الذي يدعى “لبنان”، وتكلل الزواج بجبران، بالرغم من بعض الخلافات التي لا تخلو من الحياة الزوجية، فكيف بالحياة السياسية التي تفرض مناكفات مستمرة، لاسيما وأن حقوق طرفٍ كانت مهدورة طوال عقد من الزمن.

خلاصة الأمر بما ذكر، قد صبيتم جام غضبكم، مدافعكم، أكاذيبكم، إشاعاتكم، إحتيالاتكم، إتهاماتكم، وسمومكم على ميشال عون، حتى أنكم منعتم الشعب من ذكر إسمه، وحرمتموهم من كل صوره إلا تلك التي حُفرت في قلوبهم، وما كانت النتيجة؟ إنتخبتموه رئيسًا للبلاد، لذلك أقول لكم إشتموا جبران، هاجموا جبران، إتهموا جبران، تجنوا على جبران، فهو صاحب الجسم اللبيس الذي سيرتدي ذاك الوشاح، ويلتقط الصورة التي سترتفع فوق رؤوسكم.

كلامي ستسمعوه، وتقرأوه، وتتناقلوه قبل أن تفكروا مرتين، فهذا النص مليئ بكلمة “جبران”…