عاد رئيس الحكومة سعد الحريري إلى بيروت، من المتوقع ان تتكثف الاتصالات لتهدئة الأجواء، خصوصاً أن مجلس الوزراء سيعود الى الاجتماع هذا الاسبوع في حين أن لجنة المال والموازنة ستجتمع اليوم للاستماع إلى رد وزير المال علي حسن خليل على اسئلة النواب التي جرى طرحها يوم الاثنين الماضي في ما خص الموازنة والعجز والاصلاحات.
وبانتظار ترطيب الأجواء، تشدد مصادر المستقبل لـ«البناء» على أن تيار المستقبل يواصل جهوده للحفاظ على التسوية، لكن هناك من يريد الالتفاف عليها بتصريح من هنا وتهديد من هناك الأمر الذي خرج عن حده وبات يؤثر على التسوية، مشددة على أن البعض بات يلجأ الى إبراز نفسه بأنه المنتصر عند كل محطة في حين أن هذه الانتصارات أشبه بالانتصار الوهمي، مجددة التأكيد على أن ما يجري بحق اللواء عماد عثمان من قبل التيار الوطني الحر لا يمكن وضعه إلا في خانة التجني والتحامل عليه وعلى مؤسسة قوى الأمن وفرع المعلومات، مستغربة لماذا يلجأ التيار الوطني الحر عن قصد بين الفينة والأخرى الى سياسات تزعزع التسوية، لافتة إلى أن الرئيس الحريري ليس في وارد الاستقالة فلا شيء يستدعي ذلك.
في كلمة له في الاحتفال بالذكرى الـ 158 لتأسيس قوى الأمن، قال مدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان: «سنبقى فخورين بما نحققه على المستويات كافة، لأننا أول من أطلق شرارة مكافحة الفساد، سنبقى فخورين بكل ما نقوم به وضميرنا مرتاح، بمواقفنا المنطقية والصلبة التي اتخذناها في أصعب الظروف».
وبانتظار زيارة وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية سليم جريصاتي دار الإفتاء اليوم، أكدت مصادر تكتل لبنان القوي لـ«البناء» ان التيار الوطني الحر وتيار المستقبل يفترض بهما إجراء مراجعة شاملة لما حصل في المرحلة الاخيرة من تباينات تمهيداً لمعالجة مكامن الخلل التي تظهّرت مع سجالات الاسبوع الماضي، خاصة أن هناك الكثير من الملفات التي يفترض ان توضع على جدول اعمال مجلس الوزراء الأمر الذي يستوجب التلاقي والتفاهم وعدم تعطيل مجلس الوزراء، مشددة على ان تكتل لبنان القوي متمسك بعلاقة ممتازة مع رئيس الحكومة سعد الحريري.
ولفتت المصادر الى ان رئيس التيار الوطني لا يعتدي على أحد ولا يتدخل في تعيينات المكونات الاخرى ما يعني أن على الآخرين ان لا يتدخلوا في التعيينات المسيحية، لافتة الى ان الوزير باسيل له حق للتدخل في تعيين رئيس ادارة شركة «الميدل ايست» مثلما يحق للرئيس الحريري تعيين حاكم مصرف لبنان وفق ما يريده، مشددة على ان التعيينات المسيحية ستكون الحصة الأكبر فيها للتيار الوطني الحر التكتل المسيحي الأكبر في المجلس والحكومة، فالتعيينات مسيحياً ستوزع وفق الأحجام.