– مصدر عسكري: في فرق بين أن يكون مبسوط ذئباً منفرداً وبين أن يقال أنّ «العمل فردي»..!!
***
جاء في مقالة عماد مرمل في صحيفة الجمهورية، بخصوص العملية الإرهابية التي حصلت في طرابلس..
انّ الصدمة المترتبة على «غزوة» مبسوط في طرابلس يُفترض ان تشكّل درساً لكل الاجهزة من اجل تحسين شروط الامن الوقائي وأدواته…
بهذا المعنى، تبدو الأجهزة الأمنية والاستخباراتية أمام تحدّي إيجاد الطريقة التي يمكن ان تكفل تفوّق «ثعالبها» على «ذئاب» الارهاب، مستفيدة من تجربة طرابلس المُرّة التي ينبغي ان تكون موضع تدقيق ومعاينة، لاستخراج الدروس المناسبة منها، وبالتالي لاستعادة المبادرة عقب خسارة الجولة الاخيرة.
في هذا الوقت، يؤكّد مصدر عسكري في الجيش اللبناني لـ»الجمهورية»، انّ كل المؤشرات تفيد حتى الآن، أنّ الارهابي عبد الرحمن مبسوط هو «ذئب منفرد» ولا ينتمي الى مجموعة منظمة، لافتاً الى انّ التحقيقات متواصلة للتثبت نهائياً من صحة هذه الفرضية.
لكن المصدر يلفت، الى انّ هناك فارقاً كبيراً بين أن يكون مبسوط ذئباً منفرداً كما يوحي تصرّفه وبين أن يقول البعض إنّ ما قام به هو «عمل فردي»، لأنّ من شأن ذلك تبسيط الجريمة التي ارتكبها والتخفيف من دوافعها ودلالاتها. كذلك، يستغرب المصدر التفسير الذي يربط تصرّف مبسوط بـ»خلل نفسي» لديه، في حين انّ سجله الحافل يظهر انّه صاحب خبرة في مجال الارهاب والقتال، وأنّه مشبع بالعداء للجيش القوى الأمنية انطلاقاً من اعتباراته الايديولوجية.
ويلفت المصدر العسكري، الى انّ مستنقع الارهاب لم يجف كلياً بعد، إلاّ انّ الجيش جاهز للتعامل مع كل الاحتمالات وهو يعمل في اتجاه تفعيل الأمن الاستباقي وتحصينه، آخذاً في الاعتبار الدروس المستقاة من الاعتداء الاخير.
وأبعد من جريمة مبسوط في عاصمة الشمال، يوجّه المصدر العسكري رسالة قاسية الى بعض مكونات السلطة الحاكمة والطبقة السياسية، غامزاً من قناتها بالقول: «ربما هناك من أزعجه إرسال أكاليل من الزهر الى مآتم الشهداء الذين سقطوا في طرابلس لأنها تُخالف سياسة التقشف الموجّهة ضد الجيش».
ويضيف: «في صراحة، نحن نعتبر انّ بعض السياسيين يريد أيضاً ان يذبح العسكر، كما فعل مبسوط في طرابلس، وإنما بوسائل أخرى. للأسف هناك أكثر من مبسوط في الطبقة الحاكمة التي يوجد في داخلها من يسعى الى استهداف الجيش مباشرة من خلال التضييق المالي الذي تشمل مفاعيله الرواتب والآليات والصيانة والطبابة والتغذية وغيرها من الامور».