أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب “سينتظر طويلاً قبل أن يتلقى اتصالاً من إيران”.
واعتبر السيد نصر الله خلال خطابه في يوم القدس العالمي أن مسيرات يوم القدس في إيران “رسالة لواشنطن وكل حكومات المنطقة”. كما رأى نصر الله أن مسيرات يوم القدس في البحرين “تؤكد براءة الشعب البحريني وعلمائه من الورشة المتعلقة بصفقة القرن” التي ستشهدها المنامة في يومي 25 و26 حزيران/يونيو 2019.
وحول صفقة القرن لفت نصر الله إلى أنه من الممكن “دفع صفقة القرن إلى الفشل ونحن نمشي في هذا المسار.. فمحور المقاومة يقف لمنع تحقيق صفقة القرن”.
وقال نصر الله في كلمة ألقاها بمناسبة يوم القدس، ليل الجمعة: “واجبنا هو مواجهة صفقة القرن وهذا واجب ديني اخلاقي قومي سياسي وواجب بكل المعايير لانها صفقة الباطل وتضييع الحقوق والمقدسات”.
ترامب سينتظر طويلاً قبل أن يتلقى اتصالاً من إيران
إلى ذلك، أشار نصر الله إلى أن “واشنطن تمكنت من استيعاب الثورات الشعبية العربية وحرفها عن مسارها وتوجيهها في اتجاه خاطئ”، مضيفًا: “كل الذين دخلوا على خط الربيع العربي أرادوا أن يأخذوا من الربيع العربي ثمرة فاسدة هي صفقة القرن”.
“الرهان الأميركي على تعب شعوب المنطقة لفرض صفقة القرن تشخيص خاطئ”، أوضح نصر الله وأكد أن “محور المقاومة اليوم أقوى من أي وقت مضى منذ مرحلة الثمانينيات.. فإسرائيل تخشى المقاومة في لبنان والمسؤولون الإسرائيليون يتحدثون عن حالة الردع وقدرات المقاومة”.
وأضاف: “من عام 2000 إلى 2011 كانت هناك محاولة أمريكية لتصفية القضية الفلسطينية بإعطاء الفلسطينيين بعض الفتات، لكن بعد انتصار المقاومة في لبنان وفلسطين حضروا مشروعهم للقضاء على دول وفصائل المقاومة”.
وتابع: “بعد العام 2011 أراد الأمريكي وكل من دخل على خط ما سمي بالربيع العربي، أن يأخذ ثمرة فاسدة هي صفقة ترامب المطروحة اليوم”، مضيفا: “ما يجري يظهر أنهم لا يعرفون التاريخ ولا يفهمون مبادئ وقيم شعوب الأمة والمنطقة ولذلك أخطأوا بالتشخيص”.
يذكر أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن في وقت سابق عن نيته وضع خطة لتسوية النزاع بين الإسرائيليين والفلسطينيين، ووصفها بـ “صفقة القرن”. ولم يتم الكشف عن كامل تفاصيل الخطة رسميا بعد، فيما تحدثت تقارير إعلامية عن أن الإدارة الأمريكية ستكشف عن خطتها بعد شهر رمضان الجاري.
وعدّد نصر الله الأمثلة على تطور محور المقاومة. وفي هذا السياق، قال الأمين العام لحزب الله إن “المقاومة في غزة قادرة على السيطرة على مساحات واسعة في فلسطين المحتلة في أي حرب مقبلة”.
كما ذكّر نصر الله بأن “سوريا تجاوزت مخطط تدميرها وما زالت في جبهة المقاومة وستعيد قوتها”، لافتًا أيضًا إلى أن “المحاولات الأميركية فشلت بالسيطرة على العراق وموقعه مختلف في المعادلة الإقليمية”.
وعلى الجانب الآخر، أكد نصر الله أن “ترامب لم يستطع حماية السعودية وملكها يستغيث بالقمم الثلاث في مكة لحمايته والتي هي دليل على فشل السعوديين وعجزهم”.
وانتقد نصر الله الذين “سكتوا على ذبح اليمنيين” لكنهم دانوا حملة الطائرات على الأماكن النفطية في السعودية معتبرًا أن عليهم “مراجعة أخلاقهم”، مؤكدًا أن “اليمن جزء أساسي من محور المقاومة ويرفض صفقة القرن ويعبر عن وقوفه إلى جانب القدس”.
هذا واعتبر نصر الله أن “إسرائيل رغم قوتها العسكرية أقل قوة من أي زمن مضى وهي تخاف اليوم من صواريخ لبنان وغزة وسوريا وتدعي وجود صورايخ في العراق”.
وأضاف نصر الله “هناك فقدان للقيادة في إسرائيل وحاجة للمساعدة الأميركية” لكن “أميركا لم تعد كما كانت قبل 20 سنة بعدما أرسلت جيوشها إلى المنطقة وخرجت منها مهزومة”.
وسأل: “اين موقع اميركا في العالم؟ حتى حلفائها الاوروبيين ، لديها مشاكل مع الصين وفنزويلا وغيرها من الدول، وهناك خوف في اميركا من الذهاب الى حروب اضافية”، مشيراً إلى أن “الاستراتجية الاميركية مع ترامب هي الحروب الاقتصادية، هو انتقد اسلافه كيف ارسلوا الجيش الاميركي الى المنطقة”، لافتاً إلى أن “ادوات اميركا في المنطقة لا تسطيع حماية نفسها ، وبعض الانظمة في المنطقة قلقة من تطبيق صفقة القرن ومنها الاردن ومصر”.
وأضاف السيد نصرالله: “دول عالمنا العربي والاسلامي مشغولة بنفسها وانا احاول ان ارى الامر الايجابي لان هذه الانظمة لو لم تكن مشغولة بنفسها لكانوا مع الاميركي وليس مع الفلسطيني”، مشيراً إلى أن “اليوم محور المقاومة وجبهة الرافضية لصفقة ترامب اقوياء جدا وقادرون على مواجهتها ، هم يركزون على اهم قوة في المحور وهي ايران”.
وتابع: “ايران ساعدت العراق ضد داعش ، ودعمت سوريا في الايام الصعبة ووقفت مع المقاومة في لبنان وفلسطين ، كل التركيز على ايران لانهم يعتبرون ان حصارها سيؤدي الى ضعف كل المحور”، مشيراً إلى أن “العين على ايران، الامس الاخوة في غزة قالوا ان الامة تخلت عنهم ودعمتهم ايران، نفس هذه الانظمة التي تعادي ايران لازلت تعمل على تشويه ايران وعزلها والتحريض عليها”.
واعتبر أن “التهويل بالحرب على ايران، الحرب بين اميركا وايران يعني ان المنطقة ستكون مختلفة وهناك من عمل على الدفع الى الحرب ومنهم مستشار الامن القومي الاميركي جون بولتون”، مشيراً إلى أن “بولتون الكذاب يقول امس ليس هدفنا اسقاط النظام الايراني ، ولكن قبل شهر قال امام تجمع المنافقين الايرانيين سنحتفل بعيد الميلاد في العام 2019 في طهران”.
وأشار السيد نصرالله إلى أن “بولتون وولي العهد السعودي محمد بن سلمان ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو دفعوا باتجاه الحرب على ايران واعتقدنا ان ترامب يعمل لدى تلفزيون العربية وانطلق من كلام خامنئي الذي يقود الامة منذ 40 عاما الذي قال لا حرب ولا تفاوض ، لا حرب له علاقة بنا جميعا وبحسب تحليلنا ان قوة ايران ، لو كان ايران ضعيفة لوقعت الحرب منذ زمن بعيد لان ايران قوية ومقتدرة ولانها تتكل على الله ولذلك هي مهابة الجانب ، نتحدث عن قوة حقيقية، اما السبب الثاني لعدم حصول الحرب ان ترامب وادارته واجهزة مخابراته يعرفون جيدا ان الحرب على ايران لن تبقى على حدود على ايران يعني ان كل المنطقة ستشتعل وكل القوات الاميركية والمصالح الاميركية ستباد وكل الذين تواطواء سيدفعون الثمن والهم اسرائيل وال سعود”.
وقال: “ترامب يعلم انه عندما تشتعل المنطقة سيصبح برميل النفط 200 او 300 دولار وسيقط في الانتخابات ، ايران لن تبدأ بالحرب واميركا عليها ان تقوم بالحسابات اذا ذهبت للحرب وهذا الذي يمنع الحرب ولنفترض ان اميركا ستقوم بالحرب على ايران وتمكنت من هزيمة ايران، ترامب عندها كيف سيحصل على ملايين الدولارات من الخليج ، ليس من مصلحة ترامب ان تتفاهم ايران ودول الخليج”، مشيراً إلى أن “أولوية ترامب هي الحرب الاقتصادية على ايران والصين وفنزويلا وكوريا الشمالية وترامب اعلن ان حربه مع ايران اقتصادية ونفى الحديث عن ارسال جنود اميركيين الى المنطقة”.
وأضاف السيد نصرالله: “المؤشر الآخر لعدم حصول الحرب مع ايران هي القمم التي دعي اليها على عجل ، هناك سببين لهذه الدعوة، الاول هو ان السعودية وجدت انه لا يوجد حل امام صواريخ اليمنين وهناك فشل عظيم وانجاز لليمنيين ونرى ان البيان الصادر عن القمم يتحدث عن ايران والحوثيين والسبب الثاني هو ان النظام في السعودية علموا علم اليقين ان لا حرب اميركية على ايران وان ترامب لن يأتي للقتال بالنيابة عنهم وكل رهانهم كان مبنيا على ترامب وتحريض الاميركيين على ايران للذهاب الى حرب معها ، القمم جاءت للاستغاثة بالعالمين العربي والاسلامي”.
وتابع: “السعودي دعا للقمم للاستقواء بالخليج الذي مزقه وبالعرب الذين حطمهم وللمسلميين الذين نشر الفكر التكفيري بينهم وفي اخر البيان للقمة يتحدثون عن القضية الفلسطينية في سطر ونصف فقط وهذا حجم القضية الفلسطينية لدى القمة العربية”، مضيفاً: “في ما يعني القمة العربية من واجبنا ان نشيد بموقف العراق ورئيس جمهوريته وهو موقف متميز وشجاع ويا ليت بقية الزعماء تحدثوا بنفس لغته المتوازنة، لو ان هذه القمة خرجت بلغة تصالحية مع ايران”.
وأكد “اننا كحزب لبناني مشارك في القمة نعتبر ان موقف الوفد الرسمي اللبناني المشارك في القمة لمخالف للالتزامات الحكومة ويخالف البيان الوزاري، اين هو النأي بالنفس؟ يمكنك القول اننا في لبنان لدينا ناي بالنفس واتركونا على جنب ونعتبر هذا الموقف غير مقبول ومدان وهو يمثل الاحزاب التي ينتمي اليه هذه الاشخاص ويمكن لتيار المستقبل ان يؤيد بيان القمة وهذا حقه الطبيعي ولكن اتفقنا ان الحكومة تنأى بنفسها وما حصل بمكة هو خلاف للالتزامات”.
وأشار إلى أنه “في موضوع ترسيم الحدود، قلنا اننا كمقاومة نقف خلف الدولة ونحن نثق بالمسؤولين المتصدين لهذا الملف ونحن لا نتتدخل في هذا الملف”، متسائلا: “الاميركي ومساعد وزير الخارجية الاميركي ديفيد ساترفيلد ماذا يفعلون؟ الاميركي يعتبر ان لبنان يتحاج الهدوء من اجل قروض سيدر والاميركي يريد استغلال المفاوضات حول ترسيم الحدود لمعالجة ملف جانبي هو بالكامل لمصلحة اسرائيل واسرائيل عجزت عن معالجته لسنوات وهو الصواريخ الدقيقة وتصنيعها ومنذ سنتين سفراء ودول نقلوا لنا رسائل حول الصواريخ الدقيقة وابلغونا ان اسرائيل اذا علمت باماكان تواجدها ستقصفها والموضوع الثاني ، قالو لنا ان لدينا مصانيع لصواريخ لدقيقة واذا علمت ان عن اماكنها ستقصفها ونحن هذا الملف اغفلناه عن الاعلام لسنتين”، مؤكداً “انني لا اريد تحميل المسؤوليين اللبنانيين مسؤولية تقديم الاجوبة وليسمع الاميركي والاسرائيلي”.
وكشف أنه “في النقطة الاولى نحن لا نكذب ، لذلك عندما كانوا يسأولنا كنا نقول نعم نملك صواريخ دقيقة وتطال كل الاهداف في اسرائيل واليوم في يوم القدس اعيد على مسمع العالم نحن لدينا صواريخ دقيقة وبالعدد الكافي والتي تستطيع تغيير وجه المنطقة”، مشيراً إلى أنه “عندما كانوا “يهبطون حيطان علينا” كان جوابا واضحا وتحدث عنه في العلن واليوم اعيده، قلنا ان اي اعتداء او قصف اسرائيلي لهدف يرتبط بهدف للمقاومة نحن حزب الله سنرد عليه سريعا ومباشرة وبقوة ومرت 3 سنوات ولم يقصفوا ويذهبوا الى الامم المتحدة ، لم يقصفوا ليس كرم اخلاف بل لانهم يعلمون اننا سنرد الصاع صاعا ان لم يكن صاعين”.
ولفت السيد نصرالله إلى أنه “في موضوع مصانع الصواريخ الدقيقة، احد المسؤولين ابلغنا ان الاسرائيليين تحدثوا عن مصانع الصواريخ وابلغته انه في لبنان لا يوجد مصانع للصواريخ الدقيقة وهناك مجموعة من التهديدات حول بعض المنشآت ، انتم مع من تتكلمون؟ هذا ليس واردا بالنسبة لبنا ، نحن حزب الله اصدق من اسرائيل واميركا واذا قلنا لا يوجد مصنع يعني لا يوجد مصنع”.
وأشار إلى أن “الاشكالية في الموضوع هو التمني ان اصل فتح النقاش مع الاميركيين يجب ان يقفل هذا الباب ، الاميركي لا علاقة له، اسرائيل تصنع صواريخ وسلاح نووي وكميائي فليذهب ويطالبها”، مؤكداً أنه “من حقنا ان نمتلك اي سلاح ومن حقنا ان نصنع اي سلاح ، لا يجوز ان يناقشنا الاميركي في هذا الحق ، من حقنا امتلاك اي سلاح”، مضيفاً: “اذا كان الاميركان سيستمرون في فتح هذا الملف فانا اقول ان لدينا القدرة البشرية والكامل للتصنيع ، نحن سنؤسس مصانع لصناعة الصواريخ الدقيقة في لبنان”.
وأضاف: “اتمنى على ساترقليد ان يجلس “عاقل” ويقوم بعمله ونحن نتمسك بحقنا والتهديد معنا لا ينفع و اذا بقينا حاضرين في كل الميادين متمسكين بالحقوق ومتوكلين على الله وواثقين بوعده بالنصر فالسمتقبل هو للقدس وليس لترامب وكل الاقزام”.