تناول الرئيس بري آخر ما يتعلق بتحرك مساعد وزير الخارجية الاميركية السفير دايفيد ساترفيلد الذي غادر بيروت، فأوضح ان الموضوع ليس ترسيم الحدود فحسب، بل تثبيت الترسيم. وقال إن الورقة اللبنانية الموحدة شكلت وتشكل الضمانة في هذه العملية، وانه ليس بإمكان لبنان التنازل عن أي شيء فيها. واوضح ايضاً ان الموقف الرسمي هو ان لبنان ضد تحديد مدة للمفاوضات في هذا الشأن، مؤكداً ان لبنان يتعامل بكل دقة وانتباه مع هذه المسألة.
وأوضحت مصادر بري لـ»البناء» أن «رئيس المجلس عبر عن حذره إزاء الطروحات الاميركية نظراً للسوابق غير المشجعة في هذا الاطار»، مضيفة أن «لبنان اعطى موافقته المبدئية على شكل المفاوضات وفق الآلية المعتمدة بالاجتماع الثلاثي في الناقورة برعاية الامم المتحدة على أن يشارك الاميركي كوسيط»، ولفتت الى أن «الخلاف الحاصل هو حول مهلة التفاوض، حيث رفض لبنان الالتزام بمهلة معينة مدة ستة شهور كما يريد الاسرائيلي بل يريدها مهلة مفتوحة حتى التوصل الى اتفاق لا سيما أننا أمام عدو يستخدم المكر وتضييع الوقت لتمرير أهداف معينة»، وتضيف المصادر أن «الانتصار الذي حققه لبنان هو تسمكه بوحدة موقفه الذي أبلغه للاميركي بتلازم المسارين البري والبحري وبدء المفاوضات بالآلية التي طرحها لبنان»، مشددة على تمسك لبنان بالنقطتين ب 1 وب 2 في البحر الذي يعتمد عليهما كمنطلق للمفاوضات اضافة الى النقاط الـ 13 في البر، كاشفة أن «وحدة الموقف هذه فاجأت الأميركيين والإسرائيليين ما دفعهم الى التراجع الى الوراء خطوات». ونفت المصادر أن يكون ساترفيلد طرح مع بري ربط التفاوض بمصير سلاح حزب الله مشيرة الى «أن اي تفاوض خارج الإطار المتفق عليه هو أمر مرفوض من قبل لبنان»، وعلمت «البناء» أن ساترفيلد «سيعود خلال ايام الى لبنان من فلسطين المحتلة لاستكمال البحث مع المسؤولين اللبنانيين».
ونقل زوار عين التينة عن بري قوله «ان ما حققته وساطة ساترفيلد مجرد إيجابيات لا تغني من جوع. فالرجل حتى الآن لا يزال في موضع التساؤل والافتراض. اما الحديث عن شكل الوفد اللبناني المفترض لإجراء المفاوضات فمبكر جداً وقبل هذا وذاك على اسرائيل التجاوب او الاعتراف بالطرح اللبناني او الآلية المطروحة».