أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


دمشق: لن نألو جهداً في تخليص إدلب من الإرهاب

أكد مندوب سورية الدائم في الأمم المتحدة بشار الجعفري أن سورية لن تألو جهداً في تخليص أبناء محافظة إدلب من سيطرة التنظيمات الإرهابية وفي وضع حد لاعتداءاتها على المدنيين في البلدات والمدن المجاورة في إدلب التي شهدت أمس تمهيداً نارياً للجيش العربي السوري بهدف اقتحام بلدة الهبيط.

وخلال جلسة لمجلس الأمن أمس حول سورية زعمت مساعدة الأمين العام للشؤون الإنسانية اوسولا مولر أن الاشتباكات والقصف الذي تتعرض له إدلب أسفر عن مقتل أكثر 160 مدنياً، وتشريد أكثر من 270 ألف شخص، وأن نصف الشعب السوري أصبح نازحاً، متناسية أن الجيش يكافح هناك تنظيم جبهة النصرة المدرج على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية.

المزاعم الأممية واجهها حلفاء سورية بقوة فأكد نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين أن الإرهابيين ينفذون اعتداءات ‏من منطقة «خفض التصعيد» في إدلب، مطالباً الأسرة الدولية بأن تدعم عودة الاستقرار إلى سورية، على حين اعتبر مندوب الصين ما تشاو شيوي أن مشكلة إدلب هي وجود تنظيمات إرهابية سيطرت على المنطقة.

من جهته، وفي كلمته خلال الجلسة قال الجعفري: إن تنظيم جبهة النصرة الإرهابي والكيانات المرتبطة به يسيطرون على مساحات واسعة من إدلب ويشنون اعتداءات إرهابية على المناطق المجاورة الآمنة وعلى نقاط الجيش مؤكداً أن الدولة السورية تمارس الحق ذاته الذي مارسته حكومات عدد من الدول في التصدي للهجمات الإرهابية التي طالت مسرح الباتاكلان وصحيفة شارلي إيبدو في باريس وأعمال إرهابية في نيس ولندن وبوسطن وبروكسل.

وشدد الجعفري على أن الاجتماع الذي تم تنظيمه قبل يومين من قبل استخبارات النظام التركي وضم ممثلين عن «النصرة» وتنظيمات «جيش العزة» و«أحرار الشام» و«صقور الشام» و«جيش الأحرار» يدحض كل ما تم الترويج له خلال السنوات الماضية بخصوص ما تسمى «المعارضة السورية المعتدلة» كما يثبت بشكل لا لبس فيه مرة أخرى الدعم الذي تقدمه حكومات الدول الداعمة للإرهاب لهذه التنظيمات الإرهابية.

وأكد الجعفري أن سورية لن تألو جهداً لتخليص مواطنيها في إدلب من سيطرة التنظيمات الإرهابية التي تتخذ منهم دروعاً بشرية ووضع حد لاعتداءات تلك التنظيمات الإرهابية المتكررة على المدنيين في البلدات والمدن المجاورة مجدداً مطالبتها الدول المعنية بسحب رعاياها من الإرهابيين الأجانب والذين تقدر أعدادهم بعشرات الآلاف من سورية بشكل فوري ومساءلتهم عن جرائمهم وضمان عدم تكرارها وليس إعادة تدويرهم بغية مواصلة إرهابهم في دول أخرى.

وجدد الجعفري مطالبة سورية مكتب «أوتشا» بالكف عن تضمين تقاريره ادعاءات لا أساس لها من الصحة تختلقها وتروج لها جهات معادية في مكتب المنظمة في غازي عنتاب وفي الأوتشا تنفيذاً لأجندة الولايات المتحدة وحلفائها وضرورة الوفاء بمسؤولياته ووضع الأمم المتحدة بصورة معاناة السوريين معيشياً وإنسانياً من جراء الإجراءات القسرية الاقتصادية أحادية الجانب التي تفرضها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول أخرى على سورية.

وأشار الجعفري إلى تصريحات ممثلي أميركا وبريطانيا وفرنسا التي «تهدد وتتوعد في حال تم استخدام مواد كيميائية»، وقال: «كأن هؤلاء المسؤولين يقولون للمجموعات الإرهابية إن السبيل الوحيد لإنقاذكم هو فقط في حال تم استخدام أسلحة كيميائية فاعملوا على استخدام مواد كيميائية سامة ضد المدنيين وعلى فبركة أدلة واستجلبوا شهود زور وتلاعبوا بمسرح الجريمة كما فعلتم سابقاً وسنكون جاهزين مع ما نملك من قدرات إعلامية وسياسية لاتهام الحكومة السورية والتدخل لنجدتكم، وهذا ما حصل سابقاً وهذا ما ينبغي منع تكراره في الحاضر والمستقبل».
وجدد الجعفري التأكيد على أن سورية عازمة على تحرير كل أراضيها من الإرهاب ومن أي وجود غير شرعي لقوات أجنبية وهذا حق سيادي وفقاً لمبادئ القانون الدولي وأحكام الميثاق وقرارات مجلس الأمن وتفاهمات أستانا التي أكدت جميعها على سيادة ووحدة وسلامة أراضي الجمهورية العربية السورية.

ميدانياً أطلقت المجموعات الإرهابية المسلحة عدة قذائف صاروخية على بلدة قمحانة بريف حماة الشمالي ومدينة سلحب، في حين بيَّنَ مصدر ميداني لـ«الوطن»، أن الجيش رد على هذه الخروقات لـ«اتفاق إدلب» واستهدف بغارات مكثفة شنها طيرانه الحربي على معاقل الإرهابيين في اللطامنة وكفرزيتا والصياد ما أدى إلى مقتل وإصابة العديد من الإرهابيين.

وبالترافق مع التطورات السابقة، مهد الجيش نارياً حتى ساعة إعداد هذه المادة لاقتحام بلدة الهبيط بريف إدلب الجنوبي والقريبة من كفرنبودة، حيثُ دك نقاط الإرهابيين فيها برمايات مدفعية غزيرة وكثيفة.

-الوطن السورية-