عَ مدار الساعة


جعجع عن التقارب مع حزب الله: ليس مستعداً للتفريط بحلفائه لمحاربة الفساد

– صحافة الشتائم والبذاءة غير مقبولة، والنظام اللبناني تعددي..

***

رأى رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع أن في لبنان نظاما تعدديا لا يجب ان نسميه طائفياً، وقال جعجع متحدثاً لدى لقائه في معراب مجلس نقابة محرري الصحافة اللبنانية برئاسة النقيب جوزف القصيفي: “إننا نتعاطى بمسؤولية مع كل جسم نقابي. أما موضوع الدعاوى فنحن لا نجاري النقيب في هذا الطلب، اذ لا يمكن احترام أحد أكثر مما يحترم هو نفسه. فنحن لم نرفع دعوى ضد أحد من أجل رأيه لأن ذلك حق طبيعي له، بل رفعنا دعاوى في وجه صحافيين كتبوا وقائع غير صحيحة أساءت لنا. وأقترح عليكم كنقابة أن تكونوا أول من يراقب ويحاسب هذه الأقلام الخارجة عن آداب المهنة. إن صحافة الشتائم والبذاءة غير مقبولة. ومن هذا المنطلق لن نتراجع عن دعاوى أقمناها على صحافيين إنطلاقا من هذا المبدأ”.

وقال جعجع: في آخر جلسة للموازنة تقدم وزير المهجرين بطلب 40 مليار ليرة لانهاء قضية المهجرين. نحن رفضنا هذا الطلب لأنه لم يتضمن أي خطة مفصلة. يجب تقديم خطة لذلك يصار الى درسها وبعد ذلك نرى في ضوئها إمكان صرف هذا المبلغ أم لا…

ورداً على مداخلة قال جعجع: لا يمكن النظر الى لبنان كمن ينظر الى فرنسا أو أي دولة وحدوية يصح فيها نظام معين. لبنان بلد نظامه تعددي، ولا يجب ان نسميه طائفياً، ولا يمكن أن يستقر الا بمثل هذا النظام. ولو أجرينا مقارنة مع النظام السوري العلماني لوجدنا أن الدولة في النظام اللبناني أفضل. لذلك أنا أعتقد أن أي لعب بهذا النظام سوف يشكل خطرا على لبنان.

سئل عن صفقة القرن ومخاطر توطين الفلسطينيين في لبنان فقال: إنها صفقة ولدت ميتة، وهي لن يكتب لها النجاح. فلا يمكن الحديث عن مشروع سلام في المنطقة ويتم التمهيد له بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل والموافقة على ضم الجولان لإسرائيل.إنهم يعدون الفلسطينيين بالمساعدات. هم ليسوا بحاجة لمساعدات. المشكلة الفلسطينية هي مشكلة وطنية وليست مشكلة مساعدات. أما موضوع التوطين فلا أحد يستطيع توطين الفلسطينيين في لبنان الا اللبنانيون أنفسهم.اذا حصل حل شامل للقضية الفلسطينية لن يبقى فلسطينيون في لبنان ولو اجمع العالم كلّه على عكس ذلك.سنقول للعالم والمجتمع الدولي بصراحة أن في لبنان بين 250 و270 ألف فلسطيني وعليكم استيعابهم خارج لبنان .عدد الفلسطينيين الذي سيبقى في لبنان هو صفر.

سئل جعجع عن المواجهة الأميركية الإيرانية ومدى جديتها واحتمال انعكاسها على لبنان فأجاب: تصوري أن المواجهة جدية وليست مجرد عرض عضلات. لقد بدأت المواجهة منذ سنة بطرح البنود الأميركية ال 12، وهي جدية ومستمرة. أما أن تصل الى حدود المواجهة العسكرية فهذا يعتمد على موقف الإيرانيين الذي يتصرفون عادة بعناية. الحصار النفطي على ايران مؤلم ومؤذ جدا، ونتيجة هذا الضغط سوف تحدد مسار الأمور خلال الأشهر المقبلة. والحل هو إما باستئناف المفاوضات على أساس البنود ال12 التي حددها الأميركيون ، أو أن المواجهة ستذهب نحو الأسوأ.

أضاف: بخصوص لبنان وإمكان امتداد المواجهة اليه، فأعتقد أنه اذا لم يمتد لبنان الى هذه المواجهة فهي لن تمتد اليه. وهنا أقول إنها جريمة بحق لبنان أن نزجه في آتون النار.

قيل له: نسمع دائما عن محاولات للقاء بين القوات وحزب الله، خاصة وأن هناك تقاطعات داخلية في موضوع الفساد وغيره. ما هي صحة هذه المحاولات؟

أجاب: صراحة لا لقاء مع حزب الله الا في ما يتعلق بمؤسسات الدولة. ولكي نصل الى لقاء مع حزب الله لا بد من أرضية مشتركة. والحقيقة أننا نحن في وطن، وحزب الله في وطن آخر، ولو كنا على ارض واحدة. أهداف حزب الله هي الأمة. هم جماعة ايديولوجيون ونحن مختلفون معهم تماماً لأن الأولوية لمعركتهم الكبيرة. أما بشان التقاطعات الداخلية فحزب الله ليس مستعداً للتفريط بحلفائه من أجل محاربة الفساد. عندما يصطدم هذا الموضوع بالحلفاء نرى حزب الله يتوقف عن محاربة الفساد.. وفهمكم كفاية.

سئل جعجع أخيرا رأيه بالمشروع الانتخابي للرئيس نبيه بري وكتلة التحرير والتنمية النيابية فاكتفى بالقول: حقيقة لم نطلع عليه حتى الآن.