أكد الرئيس بشار الأسد أن الوضع أفضل اليوم من قبل الحرب بكثير وهذا يعني أننا أمام أبواب مفتوحة للإسراع ولزيادة التسارع في عملية مكافحة التطرف، وأوضح أن الشعب السوري كله يكافح الإرهاب والتطرف من خلال الصمود أولاً، وجيشنا الباسل كان يكافح الإرهاب الناتج عن التطرف، وعلماؤنا كانوا يكافحون التطرف المنتج للإرهاب.
وافتتح الرئيس الأسد أمس «مركز الشام الإسلامي الدولي لمواجهة الإرهاب والتطرف» التابع لوزارة الأوقاف، وجال في أنحاء المركز واستمع إلى عرض من مديره مفتي دمشق وريفها عدنان الأفيوني حول الأقسام التي يتضمنها، كما قدم الأفيوني للرئيس الأسد عرضاً موجزاً عبر فيلم قصير حول مراحل إنجاز المشروع الذي بدأ العمل به منذ عامين وثلاثة أشهر وأصبح جاهزاً للعمل اعتباراً من (اليوم) الثلاثاء.
بعد ذلك التقى الرئيس الأسد حشداً من علماء دمشق الذين حضروا افتتاح المركز وألقى كلمة أكد فيها أن مكافحة الإرهاب ومكافحة التطرف لم تبدأ مع المركز، وإنما ابتدأت منذ الأشهر الأولى التي ظهر فيها الإرهاب في سورية.
واعتبر أنه لا يمكن لإنسان يخون الوطن أن يكون مؤمناً حقيقياً وصادقاً، وهذا رأيناه في هذه الحرب من أشخاص كانوا يصنفون بأنهم علماء كبار، واكتشفنا بأنهم مجرد خونة صغار.
ورأى أن هذه الحرب أتت لكي نميز بين تنظيم العمل الديني التي كانت تقوم به الدولة، وبين العمل ضد الدين، وأوضح: «قبل الحرب لم نكن نميز بين العلمانية الملحدة والعلمانية المؤمنة»، مؤكداً عدم وجود علاقة بين العلمانية وبين التدين لا سلباً ولا إيجاباً وأن «هذه العلاقة التي يضعها البعض سواء من المتدينين أم من غير المتدينين هي حوار خاطئ».
وشدد على أن التطرف الديني ليس منتَجاً دينياً بل هو منتج اجتماعي، ينشأ من المجتمع (…) ولكن هناك تطرف ديني وتطرف سياسي وتطرف عقائدي لعقيدة غير دينية، لعقيدة حزبية، وهناك تطرف قومي، وتطرف اجتماعي بحت يرتبط بالعادات والتقاليد، فهناك أشكال كثيرة من التطرف واحدة منها هي التطرف الديني.
وأكد الرئيس الأسد أن الدين ضروري لإتمام الأخلاق ولكن الأخلاق ضرورية في المجتمع لكي نحافظ على الدين من الانحراف ونأخذ أقصى ما فيه من إيجابيات، فإذاً علينا أن نكرس الأخلاقيات في المجتمع بعمل اجتماعي مواز للعمل الديني نفسه.
وتابع: الدين الصحيح بحاجة لمجتمع متوازن، والدين أتى متوافقاً بشكل كامل مع الرغبات والحاجات، لكنه أتى في الوقت نفسه لكي ينظمها (…) وعدم التوازن يؤدي في المحصلة ومع الوقت لنوع من الانحراف والتطرف.
وأكد أن الدين بحاجة إلى عقل منفتح، لافتاً إلى أن «العقل المنغلق يحول الدين إلى دين منعزل ودين ضيق الأفق، ودين متنافر مع الآخرين، وبالتالي يؤدي إلى تفتيت المجتمع، أما العقل المنفتح فهو الذي يؤدي إلى أن يكون هذا الدين دين التوحيد، كما هي الغاية منه، وديناً يجمع ليس أتباع الشريعة وإنما أتباع الشرائع الأخرى».
ولفت الرئيس الأسد إلى أن «النقطة المهمة التي لا ينتبه لها الكثيرون هي العلاقة بين الدين والانتماءات الأخرى في المجتمع، أي أن الإنسان بالفطرة الإنسانية ينتمي لقريته ولمدينته ولعائلته ولطائفته ولوطنه، وينتمي لدينه، كل هذه الأشياء هي فطرة واحدة، لأن الدين لم يبدأ عند الإنسان مع نزول الأديان السماوية، قبل الأديان السماوية كان الإنسان يخترع آلهة ويعبدها، وهذا يعني أن التدين هو فطرة إنسانية خلقها اللـه مع الإنسان، والفطرة واحدة.
واعتبر الرئيس الأسد أن «الوعي هو الوحيد الذي يحمي أي مجتمع وأي فرد من الخطأ ومن الانحراف، وهو الذي يقول لنا هذا الكلام متطرف وهذا الكلام معتدل». وختم بالقول: إذا كان الدين الصحيح الذي تعملون يومياً وفي كل ساعة من أجل الوصول إليه هو الجسر الذي نعبر عليه من أجل الوصول إلى الاعتدال، فإن المجتمع السليم هو الجسر الذي نعبر عليه من أجل الوصول إلى التطبيق الصحيح للدين وحمايته من الانحراف.
-الوطن السورية-