أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


5 شفاءات في القداس لكننا.. نسأل سيئاً (بطريقة خاطئة) كما يقول أغسطينوس

أنا أعترف بفقري ومحدوديتي.. (الأب أرماندو فافيرو من رهبنة الحبل بلا دنس)

* *

في كل قدّاس يحتفل به أي كاهن، يمكننا تلقّي 5 شفاءات . علينا فقط أن نؤمن ونستعد لتقبّلها. أرسل لكم إختباراتي بكل تواضع علّها تجلب الفائدة للآخرين. في تجربتي الكهنوتية، وجدت أنني عندما أقترح متابعة القدّاس الإلهي في هذه الزاوية، لا يتم مجرّد تقديرها من قبل المؤمنين، بل تتوفّر أيضاً نتائج إيجابية رائعة. جربّوها بأنفسكم وسترون…

1- شفاء النفس
يمكن أن يحدث الشفاء الأول من بداية القدّاس إلى صلاة فعل التوبة “أنا أعترف..”، وهو شفاء النفس: الشفاء من الخطيئة. يجب أن نضع في اعتبارنا أن فعل التوبة في القداس الإلهي لا يحل محل الإعتراف، خاصة إذا كان هناك خطيئة مميتة، بل يجعلنا ندرك أننا في حاجة إليه (الإعتراف) على وجه السرعة ويجعلنا نعي ذنوبنا المألوفة.

إنها اللحظة التي نعترف فيها بفقرنا، ومحدوديتنا. إنها اللحظة التي نقدم فيها أمراضنا الروحية للرب. بالنسبة للرب هذا هو الشفاء الأكثر أهمية ويفتح الباب لجميع الشفاءات الأخرى.
أنا شخصياً تحققت من العديد من الشفاءات الداخلية في هذا الجزء من القداس. علامات الشفاء لم تكن فقط التحرر من الشعور بالذنب والسلام الداخلي، ولكن أيضا قدر أكبر من القوة والعزم على مهاجمة الخطايا والعادات السيئة.

2- شفاء الذهن والعقل
الشفاء الثاني نحصل عليه خلال ليتورجية الكلمة (القراءات والإنجيل) مع صلاة المؤمنين.

إذا فتحنا عقلنا وقلبنا لنستمع إلى الله الذي يتحدث إلينا من خلال الكلمة المكتوبة، وتفسيرها في العظة، فإننا سوف نحرر أنفسنا من كل “حسب ما يناسبني”، وندخل في أفكار الله وطرقه، مما يعيد وجودنا كله الى حقيقة الله.
يُشفى عقلنا من كل تلك الأفكار التي نتمسّك بها ويُعدّل سلوكنا السلبي بشكل كبير. كلمة واحدة قد تفتح عقلنا وقلبنا لعمل الله الذي يقدر أن يدمّر مقاومتنا وإزالة العقبات من طريق شفاءنا. كما قال قائد المئة “قُل كلمة واحدة فتبرأ نفسي”

هنا أيضًا ، لم تكن العلامات التي تحققت منها مجرد سلام داخلي وفرح أكبر ، ولكن أيضًا الدفء في القلب! نشعر أن الرب هو حليفنا، ويساعدنا على استعادة الحياة الأبدية. حقا ً الأمل يُشعل قلوبنا.

3- شفاء القلب
من جمع الصدقات من المصلين وحتى الإنتهاء من الصلاة على التقادم يوصلنا الى الشفاء الثالث – شفاء القلب.
الشفاء من أنانيتنا التي أغلقت قلوبنا بسبب الأحزان والأتعاب. العطاء الذي يتجلى من خلال مشاركتنا في التقديم والتقاسم، يفتح قلوبنا إلى الفرح الحقيقي الذي نجده في كلمة يسوع، التي ذكرت فقط في سفر أعمال الرسل: مَغْبُوطٌ هُوَ الْعَطَاءُ أَكْثَرُ مِنَ الأَخْذِ. عندما نفتح أيدينا وقلوبنا ونجود بصدقة القداس، نجد القلب المفتوح. وهو أفضل حال لقبول الرب في قلوبنا.

العلامة التي نشعر بها هي حرية داخلية كليّة التي تشرّع قلوبنا للصلاة الحقيقية.

4- شفاء الصلاة
عند هذه المرحلة نصل إلى الشفاء الرابع وهو الصلاة. نعم، الصلاة المحرِّرة، شفاء صلاتنا، بحيث تصبح مثلما علّمنا يسوع: البحث عن مجد الآب، طلب مشيئة الآب، تسليم أنفسنا للآب، والصلاة لاحتياجات الكنيسة بأسرها.
ذروة هذا الشفاء يحدث بالضبط عند قول الكاهن “ففي المسيح، مع المسيح وبالمسيح…

القديس أوغسطينوس يعطي إجابة على السؤال “لماذا لا يستمع الله لصلاتنا؟” يقول: “لأننا نسأل سيئاً (بطريقة خاطئة)، وسيئاً (أشياءاً سيئة) وسيئاً (نسأل الشر)”

علامة الشفاء التي نحصل عليها هي أن نتذوّق طعم الصلاة: تصبح الصلاة متعة حقيقية لنا!

5- شفاء الجسد
من الصلاة الربية وحتى نهاية القدّاس يمكن أن نحصل أخيراً على الشفاء من اي عجز جسدي. لكن علينا أن ندرك أننا في المناولة المقدسة نتّصل بالرب يسوع بطريقة حسيّة ملموسة: نلمسه حقّاً حتى في الإيمان. نلمسه هو وليس فقط هدب ثوبه. نحن أيضاً مثل مرضى الإنجيل نصرخ له بإيمان: يا رب، لست مستحقاً أن تدخل قلبي، لكن قل كلمة واحدة فتبرأ نفسي”.

علامة الشفاء التي أعلنها الكثيرون هي الشعور بالحرارة تسري في الأجزاء المريضة من الجسم، والشفاء الجسدي التام، أو المتواصل الذي يتم خلال الأسبوع.

ولا ننسى قبل الخروج من الكنيسة أن نشكر الله. فنكون على مثال الأبرص الوحيد من العشرة الذين حصلوا على الشفاء، الذي عاد ليشكر الرب يسوع. والبركة النهائية تختم كل الشفاءات المتلقّاة، لأنها بركة الرب يسوع المسيح نفسه.

عندما نمرض نذهب الى الطبيب، لكن دعونا لا ننسى أن يسوع هو “أعظم الأطبّاء” و”الطبيب الشافي”. فلنذهب إليه ونقتبله في القربان الأقدس ونستمدّ منه النِعم والشفاء.

المصدر: http://mariantime.org