– تمكنا في مراحل عدة من العيش بوحدة ضمن التنوع، ولكن غالبا ما يدخلنا الخارج في صراعاته
***
أكّد رئيس التيار الوطني الحر وزير الخارجية جبران باسيل، ان “القرار الاميركي يعزز سورية هضبة الجولان لان لا احد يمكن ان يقبل بسابقة خطيرة بمنح أرض لا تملكها الدولة التي منحتها الى دولة لا حق لها فيها،” مشيرا الى ان “بما يعني لبنان فمزارع شبعا هي ارض لبنانية وصقوقها لبنانية وسنقوم بكل ما يلزم من أجل استعادتها من اسرائيل التي تحتلها.”
ولفت باسيل في حديث لقناة العربية، الى “ان من ضمن العلاقات المميزة مع سوريا، لبنان سيحصل على ارضه وهي حق له”، موضحا ان “من المرات القليلة ان لبنان حين حرّر ارضه في معركة الجرود، رفع جيشه العلم على الحدود مباشرة في جرود لبنان الشرقية، مضيفا ان علاقتنا مع سوريا هي ندية وتؤكد سيادة لبنان على ارضه وهذه العلاقة الندية هي ما تجعل العلاقة مع سوريا مميزة، بعد تنظيم العلاقات الدبلوماسية وتبادل السفارات”، وشدّد على ان “من واجبنا ان نرسم الحدود بين لبنان وسوريا وبخاصة في منطقة مزارع شبعا”.
ورأى باسيل أن “ما يتسرب عن صفقة القرن لا يوحي بأنها ستأتي بالسلام”، معتبرا ان “السلام مع اسرائيل ابعد من موضوع الحقول النفطية بين لبنان واسرائيل”، مشيرا الى ان “هناك تفاهم بين حزب الله والتيار الوطني الحر منذ 2006 على حماية لبنان وعلى الدفاع عن ارض لبنان من ضمن استراتيجية دفاعية وموضوع الحدود هو مسؤولية الدولة اللبنانية التي يشكل حزب الله جزء منها”. واكد ان “لبنان لم يبادر في يوم من الايام الى الحرب على اسرائيل وما حصل في العام 2006 كان هدفه تبادل الاسرى”، مضيفا ان “لبنان لا يريد شنّ حرب على اسرائيل ولكن اذا فرضت الحرب عليه فسيكون جاهزاً للدفاع عن نفسه وحماية شعبه، وكل ما نريده هو العيش بحرية وكرامة وسيادة على ارضنا”.
وشدد باسيل على انه “لا اعتقد ان مصلحة لبنان ان يكون ضمن محور معين او ان يكون مع دولة ضد دولة اخرى وهو يختار في كل موقف ما هي مصلحته”، مؤكدا اننا “نريد ان تكون العلاقات مع السعودية والامارات ودول الخليج جيدة، ونحن نطمح الى تطوير العلاقات مع السعودية وكل دول الخليج، بواسطة اتفاقات تفيد الجانبين، وان تكون افضل مما هي عليه اليوم ، لتكون السعودية معنية بمساعدة لبنان من دون اي موقف رافض للبنان وبعيدا منه، لان من مصلحة لبنان كما السعودية وكل دول الخليج ان تكون العلاقة جيدة مع لبنان، بالتوازي مع عدم تدخلنا في شؤون الدول العربية كما لا نقبل نحن ان يتدخلوا في شؤوننا، فلبنان بلد مضياف يستقبل الجميع وحتى في هذا الوضع الذي تضررنا فيه جراء النزوح السوري الكثيف الى ارضنا كما اللجوء الفلسطيني، وما زلنا مضيافين وليس هناك من بلد في العالم يستطيع ان يتحمل 200 نازح في الكيلومتر المربع الواحد. ما يوازي نصف شعبه”.
وأوضح باسيل ان “سوريا اقرب من روسيا الينا ونحن لم نربط يوما موضوع اعادة النازحين بالعلاقة مع سوريا حصرا، فهناك قسم يعود بعلاقة مع النظام والقسم الاخر بواسطة العلاقة مع روسيا والقسم الاكبر يعود بتطبيق القوانين اللبنانية،” معتبرا ان “المبادرة الروسية تناسبنا لانها تشكل غطاء للعودة ولكنها لا تحل مكان العلاقة مع سوريا، ونشجع المجتمع الدولي على اعطاء النازحين مساعدات دولية لاعادتهم الى وطنهم وليس لابقائهم في لبنان”، لافتا الى ان “حين كانت سوريا في لبنان نحن وحدنا الذين واجهناها ولكن اليوم نطالب بعودة سوريا الى جامعة الدول العربية لان هذه العودة تشكل مصلحة للبنان كما لسوريا وللجامعة العربية ايضا”، كاشفا “انني ارتأيت من دون ان يراجعني احد، ان مصلحة الجميع ان تبقى سوريا في الحضن العربي لا ان نرميها في احضان اخرى، ونأسف لعدم مشاركة اي دولة عربية في محادثات استانا التي تبحث بالحلول في سوريا، وبات ملحا بسبب الوضع في سوريا ان تعود الى العرب، كي لا يتشرد السوريون في انحاء العالم،” ورأى ان “طبيعة النظام في سوريا هي شأن داخلي يحدده الشعب السوري،” واكد ان “نحن لسنا جزءا من السلطة او النظام وكنا اول من دعا الشعب الى محاربة الفساد والانقلاب على السلطة التي تجوّعه ولكن على الا يذهب الحراك الى الفوضى او ووفق اجندات خارجية، اما اليوم فبات دورنا ان نخلص شعبنا وإذا فشلنا يحق لهم حينها ان ينقلبوا علينا، واحدى اهم واجباتنا انقاذ اقتصادنا واستعادة حيويته ونشاطه والا هناك خطر الانزلاق نحو المجهول”.
واعتبر ان “نحن نقوم باصلاحات وليس هناك الزامات خارجية، وسيدر اذا كان يطالب بالاصلاحات، فنحن ايضا نطالب بها منذ سنوات، ونسعى لاتباع سياسة مالية تحافظ على الليرة ولكن مع تخفيض الفوائد ، كما علينا ان نحافظ على القطاع المصرفي ولكن على ان تكون ارباحه معقولة،” مطمئنا الى ان “لبنان باقتصاده وشعبه قوي، ويمكنه النهوض بسرعة على ان تعطي الدولة الدفع اللازم لتحقيق النهوض”.
وختم باسيل بالاشارة الى ان “مشكلتننا في لبنان هي تجاذبات الخارج، كما تجاذبات الداخل التي تعرقل العمل السياسي ونحن ندفع ثمن تنوعنا، وان تمكنا في مراحل عدة من العيش بوحدة ضمن التنوع، ولكن غالبا ما يدخلنا الخارج في صراعاته، اما يحمينا فهو استقلالنا الاقتصادي آخذين بعين الاعتبار مصالح الخارج والعلاقات معه”، مؤكدا من جهة أخرى، “أنّ طالب الشيئ فاقده وبخاصة في موضوع رئاسة الجمهورية،” رافضا النقاش في الموضوع “طالما ان الرئيس العماد ميشال عون هو على سدة الرئاسة”.