– “أبانا الذي في السماوات” لا يميّز بين أبنائه ليغلّب رأي على آخر..
* 🕯 *
مع اقتراب سبت النور بحسب التقويم المتبع في الكنائس الأرثوذكسية تكثر الأقاويل عن فيض النور من قبر الرب حيث يتراشق المتنازعون التهم ليثبّت كلٌ منهم صواب رأيه، فمنهم من يعتبره كذب وخداع لكسب مادي أو معنويّ معيّن ومنهم من يؤمن بحقيقة أن النور مقدّس ويستعمل الحدث لإعطائه دلالات على أن الله مع فئة ضدّ أخرى.
بدايةً، إلهنا الذي نتوجّه إليه بكلمة “أبانا الذي في السماوات” لا يميّز بين أبنائه ليغلّب رأي على آخر ويُدخلهم في صراعات لا قيمة لها.
ثانياً، إن السنة الطقسيّة أو الليتورجيّة هي إختصار لحياة يسوع فيما بيننا في سنة واحدة تأمليّة تدور حول شخص يسوع تساعدنا على الولوج في عالم الله، نتذكّر فيها موت وقيامة الرب الذي تمّ وليس اعادة صلبه وقيامته من جديد. أمّا مسألة الحسابات فهي موضوع علمي قائم بذاته لن أقول فيه أكثر من أن الأرثوذكس يعتمدون التقويم القديم والمعروف باليولياني نسبةً ليوليوس قيصر (سنة ٤٤ قبل المسيح) أما الكاثوليك فيعتمدون التقويم المصحح بحسب عدد أيّام السنة والمعروف بالغريغوري نسبة للبابا غريغوريوس. (سنة ١٥٨٢)
ثالثاً إن كلام الرب واضحاً في إنجيله المقدس بوعده لنا إسألوا تعطوا أطلبوا تجدوا اقرعوا يفتح لكم(متى ٧:٧)؛ وبوعده للرسل: أعطيكم كلّ سلطان (لوقا ١٠: ١٩)
وهذا ما يحصل فعلاً يوم سبت النور عندما يدخل البطريرك الأرثوذكسي لأكثر من ساعتين الى القبر المقدس ليصلي ويسأل الله أن يفيض نوره كعلامة حسيّة على قيامته من بين الأموات.
وبناء على طلب الأسقف والجماعة المصليّة يفيض النور…
ولِمَ الإستغراب، فالرب منح الكنيسة والرسل كل سلطان ليتمّوا باسمه الآيات ووعدنا قائلاً أننا سنعمل آيات أعظم من تلك التي عملها(يوحنا ١٤: ١٢)، شرط أن نعلن إيماننا به…
ولعل أعظم وأكبر عجيبة وآية هي آية حضور الله فيما بيننا في القربان المقدس عندما يدخل الكاهن المذبح المقدس ويصلي ويطلب من الله أن يحول الخبز والخمر إلى جسد ودم وحيده فتتم الآية…
فلِمَ العجب؟ ولِمَ التشكيك؟ أليس القادر على تحويل الخبز والخمر بناءً على صلاة شعبه وطلب الكاهن، قادر أيضاً على فيض نوره على الأخيار والأشرار (متى ٥: ٤٥) هو القائل أنا نور العالم من يتبعني لا يمشي في الظلام؟ (يوحنا ٨: ١٢).
لنكن شهوداً على قيامة الرب
ولنحمل النور للجميع…
الأب مارتن عيد