عَ مدار الساعة


الجيش سوري انسحب بـ 26 نيسان ليحتل لبنان بعده النازحون السوريون-(نسيم بو سمرا)

الفضل بفكّ أغلال العبودبة يعود لشعب لبنان العظيم وحده

***

ذكرى 26 نيسان، تاريخ انسحاب آخر جندي سوري من الاراضي اللبنانية، لا ينسى لسببين:  الاول لأنه ختام قضيتنا في التيار الوطني الحر، التي انتصرت بتحرير الارض والقرار، والثاني لأن الذي يحتل لبنان اليوم أخطر من الجيش السوري الذي بقي عندنا ل 29 سنة، هم النازحون السوريون الذين يسعى العالم لتوطينهم الى الابد في لبنان، ما يضاعف الخطر الوجودي على الشعب اللبناني.

إلا ان إحياء هذه الذكرى في كل عام، واعتبارها اساسية في روزنامة التيار الوطني الحر، يأتي لعظمة ما حققه الشعب اللبناني، بتحرير لبنان من احتلال حكمنا وسيطر على قرارنا ل 29 عاما، وتطلب هذا التحرير تضحيات كبيرة جدا، تكبّد شعبنا لتحقيقه، آلاف الشهداء ومئات آلاف الجرحى واكثر من مليوني مهجر في داخل وخارج لبنان، منذ العام 1978 وحتى العام 2005، وكل ما يحكى عن تغيرات دولية حتّمت انسحاب سوريا من لبنان أو ان الشهيد رفيق الحريري هو سبب خروج الجيش السوري، بدفعه الى الانسحاب او بتسريعه، مجرد تشويه للحقيقة وتزوير للتاريخ، فالفضل يعود لشعب لبنان العظيم وحده بفك أغلال العبودبة عنه، م ولو انّ العونيين هم من أشعلوا بالمحصلة ثورة 14 آذار في ال 2005، عند اغتيال رفيق الحريري الذي انضم كما غيره الى قافلة الشهداء، ولا يصحّ وضعه بمرتبة متقدمة على أي شهيد سقط على مذبح الوطن منذ العام 1975.

أما الذي اخرج سوريا بنفوذها كما جيشها من لبنان، فصحيح ان المصالح الدولية تقاطعت حينها مع الارادة اللبنانية، ألا أن الأساس يبقى تراكم أعمال المقاومة والنضال الذي دخل في سبيله الالاف من العونيين الى السجون، فضربوا وأهينوا وشردوا في أصقاع دول العالم وتم نفيهم واخترب مستقبلهم، ولذلك، لا يظنن احد اننا سنتخلى عن تاريخنا المشرّف وننسى أبطالنا الشهداء كما الاحياء منهم، بل نبني على تضحياتنا لبناء لبنان الغد، لبنان السيد الحر المستقل.