عَ مدار الساعة


وصية يسوع في قصيدة الإنسان – الإله.. (ماريا فالتورتا)

– مشهد من توبة اللص اليمين.. 🙏

 *

29 – الصلب

توبة اللص اليمين

✝ يقف فريسي أمام الصليب، “لا تُفسد الصليب بضربات رأسك، فيجب أن يُستخدَم لأتباعك. ان فرقة كاملة ستموت منهم على خشبتك. أُقسم لك بالربّ على ذلك. وبدايةً سأضع عليه لعازر. سنرى إنْ كنت ستنتزعه الآن من الموت”…

… يقول آخر: لا! كان يقول لمرتا ومريم: “أنا القيامة والحياة”. ها! ها! ها! القيامة لا تُحسن دفع الموت، والحياة تموت!”… 🙏

✝ … لص اليسار يُواصل شتائمه من عالي صليبه. يبدو أنه أراد أن يُجمِّع كل تجديفات الغير ويصبّها كلّها، قائلاً ليختم: “خلّص نفسك وخلّصنا، إذا أردت أن نُؤمن بك. المسيح، أنت؟ إنك مجنون! العالم ملك الماكرين، والله غير موجود. أنا موجود. هذا صحيح، وكل شيءِ مسموح بالنسبة إليّ”. 🙏

✝ اللص الآخر، لصّ اليمين، مريم عند قدميه تقريباً، وينظر إليها أكثر مما ينظر إلى المسيح تقريباً. منذ برهةٍ يبكي مُتمتماً: “الأم “، ويقول: أُصمُتْ. ألا تخشى الله، حتى الآن وأنت تُعاني هذا الألم؟ لِمَ تشتم مَن هو صالح؟ وعذابه أعظم من عذابنا. ولم يصنع شيئاً سيئاً”. لكن اللص الآخر يُواصل لعناته.. 🙏

✝ … اليهود المطرودون إلى ما وراء الساحة الصغيرة، لا يوقفون شتائمهم، واللص غير النادم يُقلّدهم. الآخر الذي ينظر إلى الأم بشفقةٍ أكبر دوماً، ويبكي، يجيبه بحدّةٍ وعلى نحوٍ عنيف، حين يُدرك أنها مشمولة هي أيضاً بالشتيمة.

إخرس! تذكّر أنك مولودٌ من إمرأة، وفكّر بأن أمَّينا بكتا بسبب ابنَيهما، وكانت دموع خجل.. لأننا مُجرمان. ماتتْ أُمانا… أودّ التمكّن من أن أطلب منها المغفرة… إنما أيمكنني ذلك؟ كانت قديسة… قتلتها بالألم الذي سبّبته لها… إنني خاطئ… من يغفر لي؟ أيتها الأُم، باسم إبنك المُحتضر، صلّي لأجلي”.

وترفع الأُم برهةً وجهها المُعذّب وتنظر إليه، هذا الشقيّ الذي يمضي نحو التوبة عبر ذكرى أُمه وتأمُّل الأُم، وتبدو مُلاطفةً إياه بنظرها الحمامي.

ديسماس يبكي بصوت أعلى، مما يُثير أكثر بَعدُ هزء الجمع ورفيقه. الأول يصيح: “عافاك! اتخذها أمًّا، هكذا تفوز بابنين مُجرمين!”. والأخر يزايد: “إنها تُحبّك لأنك نسخة صغرى لحبيبها”.

ويتكلم يسوع: “أبتاه، إغفرْ لهم لأنهم لا يدرون ما يفعلون!”.

هذه الصلاة تتغلب على كلّ خوف لدى ديسماس، فيجرؤ على النظر إلى المسيح ويقول: “يا رب، أذكرني حن ستكون في ملكوتك. عدلٌ بالنسبة إليّ أن أتألّم هنا، إنما أعطني رحمةً وسلاماً ما وراء الحياة, مرة سمعتك تتكلّم، ورفضت في جنوني كلمتك. إنني أتوب عن ذلك الآن. أتوب عن خطاياي أمامك أنت، ابن العليّ. أُؤمن بأنك من الله آتٍ. أؤمن بسلطانك. أؤمن برحمتك. أيها المسيح، إغفر لي باسم أُمك وأبيك الكلّي قدسه”.

يستدير يسوع وينظر إليه بشفقةٍ عميقة، ويرسم ابتسامة لا تزال جميلة جداً على فمه المُعذّب المسكين. ويقول: “أنا أقول لك: اليوم ستكون معي في الفردوس”. 🙏

وصية يسوع

✝ …يسوع يبدو، وقد صار شاحباً على نحوٍ مُخيف، كأنه أصبح ميتاً. انه يرتجف على رغم الحُمّى التي تُلهبه. ويُتمتم في ضعفه، الإسم الذي نطق به أولاً في عمق قلبه فقط: “أمّي!” “أُمّي”. يُتمتمه بهدوءٍ كما في تنهدةٍ… ومريم لا تتمالك نفسها كلّ مرّةٍ من بسط  ذراعيها له كما لإنجاده. 🙏

✝ في الواقع يبدأ كُثُر بالتأثّر بالنور الذي يلفّ العالم، والبعض خائفون… في هذا النور الغسقي والمُخيف، يُعطي يسوع يوحنا لمريم ومريم ليوحنا. يحني رأسه لأن الأُم وقفت إلى أقرب تحت الصليب لترى في شكلٍ أفضل، ويقول لها: “يا إمرأة، ها هو ابنك. يا بنيّ، ها هي أُمك“. 🙏

✝ لمريم وجه أكثر اضطراباً بَعدُ على أثر هذا الكلام الذي هو وصية يسوعها الذي لا يملك شيئاً يُعطيه لأمه الاّ رجلاً، هو الذي يحرمها من الإنسان – الله الذي ولد منها، حُبًّا بالإنسان. إنما هي، الأم المسكينة، تبذل جهداً لئلا تبكي إلا بصمتٍ، لأنها لا تستطيع، لا تستطيع إلا أن تبكي… دموعها تجري على رغم الجهود التي تبذلها لتحبسها، وإنْ كانت لفمها إبتسامة مؤثرة تُثبتها على شفتيها لأجله، لتُشدِّد عزمه هو… 🙏

الإنجيل كما كُشف لي أو قصيدة الإنسان – الله للرائية ماريا فالتورتا ، (المجلّد 9 ، الآلام  ؛ ترجمة اسكندر شديد) 

 *

قصيدة الإنسان – الإله / ماريا فالتورتا
Il Poema Dell’ Uomo-Dio / Maria Valtorta
The Poem Of The Man-God

بالفرنسية: (الإنجيل كما أوحي به إليّ) L’Évangile tel qu’il m’a été révélé

ترجمه إلى اللغة العربية: فيكتور مصلح… 

يمكن قراءة كتب ماريا فاتورتا مجاناً بالضغط على الرابط (هنا)