-احتجبت الوكالة فخسرت المواقع الالكترونية منبرا يغرفون منه معلوماتهم “القيمة”
***
احتجبت الوكالة الوطنية للاعلام عن العمل امس، فغابت الاخبار “المشوقة” عن صفحتها، وخسرت المواقع الالكترونية منبراً “يغرفون” منه معلوماتهم “القيمة“، الا تلك المتعلقة بتغطية التحركات في الشارع والاعتصامات والوقفات والخطابات “الرنانة” للنقابيين الذين انقسموا في آخر النهار بسبب تهافتهم على القاء الكلمات أمام الشاشات، وهو مشهد ذكرنا بصراع الديوك، فيما المراهنون كثر، وفي حين طمأن كل من رئيس الحكومة سعد الحريري، كما وزير الخارجية جبران باسيل ووزير المال علي حسن خليل، بعد جلسة مجلس النواب، ان ما هو مطروح هو اقتطاع جزء من الرواتب لا تخفيضها ولفترة محددة، مشددين جميعا على ان هذه الاجراءات هي خطوات تقشفية حقيقية جزء بسيط منها سيطال الادارة العامة، درءا للانهيار الشامل، رأينا مدراء عامين وإعلاميين يعتصمون احتجاجاً، وعلى رأسهم مديرة الوكالة الوطنية للاعلام لور سليمان، اللي “نزلت عالأرض“، ما أعطى “دفعاً قوياً ” للوقفة الاحتجاجية.
فقد شارك في اعتصام رابطة موظفي الادارة العامة أمس، بالتزامن مع انعقاد جلسة مجلس النواب، رئيس المجلس الوطني للاعلام عبد الهادي محفوظ، المدير العام لوزارة الإعلام حسان فلحة، المديرة العامة لوزارة السياحة ندى السردوك، ومديرة الوكالة الوطنية للاعلام لور سليمان، أما نحن الاعلاميون في القطاع الخاص، فنفهم موقف زملائنا هؤلاء، والذين بالمناسبة يبلغ الفارق بين رواتبهم ورواتب المرؤوسين لديهم عدة ملايين من الليرات، فضلا عن التقديمات والمخصصات التي يحرم منها الموظف العادي في الدولة اللبنانية، وإذ نحن نعترف بحقّهم في الاعتراض على الاقتطاع من معاشاتهم والتخفيض من التقديمات الكبيرة التي يحصلون عليها، نؤكد ان هؤلاء ستشملهم الاجراءات التقشفية والتخفيضات، وسيطالهم الاصلاح لانهم ليسوا من ذوي الدخل المحدود طبعاً كما انهم لا ينتمون الى الطبقة المتوسطة بالتأكيد، فهؤلاء وحتى قبل اقرار سلسلة الرتب والرواتب تعتبر معاشاتهم والمخصصات التي يحصلون عليها مرتفعة جدا، والاهم انهم كانوا في المرحلة الماضية اقوى من كل إصلاح، فلا يمس أحد بمواقعهم في الادارة العامة، ولا يمكن استبدالهم في مراكزهم، لأنهم ” الاكفأ ” ولا يوجد في كل ملاك الدولة كفوئين غيرهم، يمكن ان يحل محلهم في مراكزهم ” المكرّسة ” لهم وحدهم وربما لاولادهم واحفادهم من بعدهم، فيبقون فيها لعقود من الزمن.
وفي الخبر المنتظر، الذي “فشّ خلق” اللبنانيين وبخاصة الاعلاميين منهم، فقد أعلنت “الوكالة الوطنية للاعلام” أنها “تلتزم الاضراب الذي دعت إليه رابطة موظفي الادارة العامة احتجاجا على ما يصدر من تصريحات وتلميحات يلّوح بعضها بالمساس برواتب الموظفين وحقوقهم التقاعدية وتأميناتهم الاجتماعية”، مشيرة الى أنها “ستقوم بتغطية الأخبار المتعلقة بالاضراب والاعتصامات في بيروت والمناطق فقط”.