– جميلٌ ترانيم الشبّان تحت أنوار اللهب وجميلٌ مشهد طيور فوق دخان الحريق، لم تهرب..
* ♰ *
موجعٌ حريق التحفة الدينية الأثرية التاريخية كنيسة سيدة باريس ولكن…الله يستخرج من الشرّ خيراً…
الحريق كان مؤقتاً ولكن الدرس كان أبدياً…
حريق نوتردام ربما كان رياضة روحية وفعل تطهير لباريس التي أبتعدت عن جذورها بحجّة العلمانية المتحررة، والتي ثارت على معموديتها بألف حجة وحجّة…
ولكن كم هو مفرح وجميل: ترانيم الشبّان والشابات تحت أنوار اللهب بأصوات ملائكية كادت أن تنسّينا هول الحريق…
كم هو جميل خوف الشعب الفرنسي على كنيسة ٨٠٠ سنة، شعب يفتخر مجدداً بجذوره ويعي مجدداً الى هويته ومعموديته…
كم هو جميل ارتفاع الصلوات وذرف الدموع من جلجلة الحريق الى نور الصليب المشع الذي بقي قائماً في قلب كنيسة نوتردام…
كم هو جميل مشهد طيور فوق دخان الحريق، غريب أمرها! لم تهرب بل حلّقت كالروح القدس فوق كنيسة لن تقوى عليها أبواب الجحيم وسخرية صغار النفوس…
كم هو جميل ومفرح ألتفاف أبناء فرنسا مجددا للترميم وللعطاء وللتبرّع المادي والروحي من أجل بنيان كنيسة الأجداد…
كم هو جميل فحص ضمير فرنسا في كرسي أعتراف من نار ولهب ودخان!!
كم هو جميل ومفرح تفاعل الأغنياء والفقراء من أجل الترميم الروحي والمادي…
أعلم أن كنيسة أفريقيا والعراق تحترق كل يوم ولكني أؤمن أن خطط الله هي أكبر وأعظم من كل خيبات أملي وشكوكي…
غريبة طرقك يا الله في أسبوع الآلام : بالأمس حرقت قلبي بقبلة البابا فرنسيس وتواضعه على حذاء زعيم! واليوم توقظني من سباتي العلماني بحريق كنيسة لأرى طريق الايمان وأهتدي أكثر.!
الله يسمح بكل ألم، بكل حريق… لنخاف، لنصحو، لنتطهّر، لنعود الى الجوهري، لننضج بالإيمان…
وأنت يا أحدب كوازيمودو العزيز ستعود مجدداً لتختبىء بين أجراس نوتردام هارباً من قلم فكتور هوغو الساحر…
لا تخافي يا فرنسا! عندما الله يصمت كثيراً فهو يخطط لأمر كبير…