– باسيل يسعى لإقامة حلف نفطي غازي مع قبرص
***
ما في اعظم من فكر جبران باسيل الاستراتيجي، ولذلك بالتأكيد يحبّه السيد حسن نصرالله، ويصنف السيد نصرالله من الاعداء قبل الاصدقاء انه رجل المرحلة الاستراتيجي بامتياز، فرئيس التيار الوطني الحر النائب والوزير جبران باسيل وبعدما اطمأن الى أن الوضع الداخلي بات مستقرا بانتظام الحياة السياسية وعودة المؤسسات لتنبض بالحياة من جديد، بفضل التسوية الرئاسية وإعادة تأسيس السلطة على نهج جديد بفعل الانتخابات النيابية التي أجريت وفق القانون النسبي الذي حقّق العدالة بالتمثيل، يحاول باسيل اليوم نقل لبنان الى مرحلة متقدمة تساهم في النهوض بالاقتصاد المتردي، وذلك من خلال سعيه الى ان يقيم لبنان حلفاً نفطياً وغازياً مع قبرص.
لقد نجح باسيل في إرساء سياسة لبنانية تقوم على المبادرة وانشاء خطط طويلة الأمد، فقطع مساراً عمره عشرات السنين قام على سياسات ردات الفعل، ومن هو افضل من باسيل وأنشط منه في بناء سياسات رؤيوية تحقق اهداف العهد القوي، وتؤمن مصالح لبنان العليا، وهو الذي شغل مواقع حساسة بمراحل صعبة، مرّت على لبنان، في وزارة الخارجية، بنى خلالها سياسة دبلوماسية مقاوِمة، وقبلها في وزارة الطاقة، حيث عاد جميع الافرقاء ليقروّا خطة الكهرباء بعد 9 سنوات من وضع باسيل أسسها في العام 2010، ما يدل على نجاح باسيل والتيار الوطني الحر الذي يترأسه، بحماية لبنان والحفاظ على مصالحه، بتوجيه من الرئيس القوي العماد ميشال عون”.
لقاء الرئيس عون بالرئيس اليوناني
في هذا السياق يحاول لبنان ان يستدرك تأخره في النفط والغاز بإجراء محادثات ثلاثية مع اليونان وقبرص، فالاخيرة “جاهزة لتسهيل” حل النزاع الحدودي مع العدو الاسرائيلي، وتفيد المعلومات ان مساراً جديدا أطلق من أجل حفاظ لبنان على حدوده البحرية وعلى المنطقة الاقتصادية الخالصة التي تخصه بالتوازي مع إجراءات تلزيم التنقيب عن الثروة النفطية والغازية التي تختزنها، والتي يتقاسمها مع قبرص وإسرائيل، ويتوزع منافعها مع اليونان التي دخلت هذا الميدان من زاوية مشروع إقامة أنبوب لتصدير الغاز إلى أوروبا يمر بشواطئها بالاشتراك مع قبرص وإسرائيل. ولهذه الغاية جاء الرئيس اليوناني بروكوبيس بافلوبولوس (Prokopis Pavlopoulos)، ووزير خارجية قبرص نيكوس كريستودوليدس (Nikos Christodoulides) الى بيروت والتقيا كبار المسؤولين اللبنانيين للبحث في الشراكة في الثروة النفطية والغازية في البحر الأبيض المتوسط، في ظل التنافس على إيجاد تجمع للدول التي يفترض أن تستثمر هذه الثروة، مع تشكيل “منتدى غاز شرق المتوسط” الذي يضم مصر وإسرائيل وقبرص واليونان وإيطاليا والأردن وفلسطين، والذي يرفض لبنان الانضمام إليه بفعل وجود إسرائيل فيه. كما اكد الرئيس عون امس.
إذاً يسعى لبنان إلى استلحاق التأخير في استكشاف ثروته النفطية والغازية، بعد أن سبقه العدو الاسرائيلي وقبرص ومصر في ذلك وبدأت تنشأ أحلاف نفطية قد ترفع كلفة استثمار لبنان لـ ثروته، أو تخفض قيمتها في موضوع التوريد والنقل.