عاد التصعيد الإرهابي، ليصبغ حالة المشهد الحاصل شمالاً، وأقدمت مجموعات إرهابية من تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي تتمركز في اللطامنة بريف حماة الشمالي مجدداً على استهداف، مدينة محردة، ما أدى إلى تضرر العديد من منازل أهلها تضرراً كبيراً وانقطاع الكهرباء انقطاعاً تاماً عنها بسبب تضرر الشبكة الكهربائية، وذلك في خرق جديد فاضح لـ«اتفاق إدلب».
مصدر إعلامي بين لـ«الوطن»، أن وحدات الجيش ردت بالمدفعية الثقيلة، على مصادر إطلاق الصواريخ، ودك مواقع الإرهابيين ونقاط انتشارهم في الريف الشمالي، عموماً وفي اللطامنة وكفر زيتا خصوصاً.
وتزامن تصعيد الإرهابيين في المنطقة «المنزوعة السلاح» مع التصعيد التركي في ريف حلب الشمالي، في ظل التهديدات التركية التي أطلقها أردوغان منذ أيام ضد «قوات سورية الديمقراطية –قسد»، وإنشاء النظام التركي «غرفة عمليات مشتركة» جنوب تركيا، قرب الحدود مع سورية.
مصادر معارضة أكدت استهداف قوات الاحتلال التركي بالرشاشات الثقيلة مواقع في قرية زور مغار شرق مدينة جرابلس الخاضعة لسيطرة «قسد» في شمال شرق حلب، من دون معلومات عن خسائر بشرية، وذلك بعد ساعات من عمليات قصف مكثفة من قبل الاحتلال التركي بعشرات القذائف المدفعية على مناطق انتشار «قسد» في ريفي حلب الشمالي والشمالي الغربي، ضمن المناطق المتاخمة لمناطق سيطرة الاحتلال التركي والميليشيات المدعومة منه.
على صعيد آخر، قالت مصادر معارضة مقربة من «الجبهة الوطنية للتحرير»، أكبر ميليشيا تركية، لـ«الوطن»: إن الجيش التركي سير أمس دورية المراقبة الثانية عشرة في القرى الواقعة على محاذاة الطريق الدولي حلب حماة، بين نقطتي المراقبة التركية في العيس بريف حلب الجنوبي، والصرمان بريف إدلب الشرقي إلى الشرق من مدينة معرة النعمان، وذلك تمهيداً لافتتاح الطريق أمام حركتي المرور والترانزيت.
وبينت المصادر أن الدورية التركية الثانية عشرة، هي الثالثة التي تسير بين نقطتي المراقبة في العيس والصرمان، اللتين تقعان بالقرب من الطريق السريع بين حلب وحماة، والذي نص «سوتشي» على افتتاحه مع طريق عام حلب اللاذقية نهاية العام الماضي.
وأضافت المصادر بأن مهمة حراسة دورية المراقبة التركية، المؤلفة من سبع مصفحات، أوكلت إلى «فيلق الشام»، إحدى ميليشيات «الوطنية للتحرير»، مع «هيئة تحرير الشام» مظلة «جبهة النصرة» الذراع السوري لتنظيم القاعدة، والذي أصر على مرافقة الدورية في مناطق سيطرته.
ولفتت إلى أنه من المقرر، أن تشكل المنطقة الواقعة بين العيس والصرمان، منطقة دائمة لتسيير دوريات المراقبة التركية، وهي إحدى ثلاث مناطق معتمدة ومتفق عليها كمرحلة أولى بين العسكريين الروس والأتراك، وسبق أن أشار إليها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، خلال استقباله نظيره التركي مولود جاويش أوغلو في موسكو الخميس الفائت.
وأشارت إلى أن طريق حلب حماة، الذي تسيطر عليه «تحرير الشام» باستثناء نقاط معرة النعمان، شبه جاهز لوضعه في الخدمة أمام المرور، بخلاف طريق حلب اللاذقية، الذي يحتاج إلى عمليات تأهيل، في بعض نقاطه جراء تضرر الجسور الطرقية الواقعة عليه، والتي دمرها الإرهابيون بين عامي ٢٠١٢ و٢٠١٣.
-الوطن السورية-