أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


دمشق: اعتداء صارخ وتحريره بكل الوسائل المتاحة

عدوان أميركي جديد على السوريين، شنه الرئيس دونالد ترامب بتوقيعه لإسرائيل أوهاماً عبر وثيقة اعتراف بلاده بسيادة كيان الاحتلال الإسرائيلي على الجزء المحتل من الجولان العربي السوري.

الخطوة الأميركية التي أجمع السوريون بكل أطيافهم على رفضها، أجمع العالم أيضاً على عدم القبول بها، فوصفتها دمشق بالاعتداء الصارخ، مذكرة بحقها غير القابل للصرف، باستخدام كل الطرق المتاحة لاستعادة أراضيها المحتلة.

التحذيرات من التصعيد بالمنطقة لم يطل انتظارها، وأول الغيث بدأ من غزة، التي اشتعلت على وقع شظايا الصاروخ الذي أصاب عمق إسرائيل، وفجر معه قبتها «الحديدية»، وصندوق انتخابات بنيامين نتنياهو.

نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم، اعتبر في تصريح تلفزيوني له أمس، أن قرار ترامب بالاعتراف بضم الجولان السوري المحتل، إلى الكيان الصهيوني، لن يؤثر إلا على عزلة أميركا.

المعلم أكد أن ترامب وإدارته برهنوا أنهم عامل هيمنة على المجتمع الدولي، واستمرار هذه السياسة تعطي رسالة للعرب أن اليوم الجولان، وغداً لا نعلم ماذا يريد، مضيفاً: «مهما مرت السنوات لن يغير ذلك شيئاً من حقيقة أن الجولان أرض سورية محتلة، وأن الجولان المحتل محصن بدعم شعبنا وصمود قواتنا المسلحة».

كلام المعلم كان سبقه بيان صدر عن وزارة الخارجية والمغتربين، وصف فيه اعتراف ترامب «بالاعتداء الصارخ على سيادة ووحدة أراضي سورية».

وأضاف المصدر وفقاً لوكالة «سانا» الرسمية: «يأتي القرار الأميركي تجسيداً للتحالف العضوي بين الولايات المتحدة وإسرائيل، في العداء المستحكم للأمة العربية، والذي يجعل من الولايات المتحدة العدو الرئيسي للعرب من خلال الدعم اللامحدود والحماية التي تقدمها الإدارات الأميركية المتعاقبة للكيان الإسرائيلي الغاصب».

ورأى المصدر، أن قرار ترامب «يمثل أعلى درجات الازدراء للشرعية الدولية، وصفعة مهينة للمجتمع الدولي ويفقد الأمم المتحدة مكانتها ومصداقيتها»، وقال: «إن سورية إذ تعلن الرفض المطلق والقاطع للقرار الأميركي، تؤكد وبكل قوة أن الكون بأسره لا يستطيع تغيير الحقيقة التاريخية الخالدة بأن الجولان كان وسيبقى عربياً سورياً، وأن تحريره بكل الوسائل المتاحة وعودته إلى الوطن الأم سورية، هو حق غير قابل للصرف، وأن عزيمة وتصميم وإصرار السوريين على تحقيق هذا الهدف هي اليوم أكثر صلابة من أي وقت مضى، وذلك بنفس الإرادة والإقدام التي دحر فيها السوريون العدوان الإرهابي، والروح ذاتها التي حققت نصر تشرين العظيم» وذلك في عام 1973.

وختم المصدر بالقول: «إن السوريين على امتداد الوطن السوري، وكما كانوا على الدوام، يؤكدون اليوم في مواجهة القرار الأسود للرئيس الأميركي على تلاحمهم مع أهلنا الصامدين المقاومين في الجولان العربي السوري المحتل، يتقاسمون معهم مرارة الاحتلال والعدوان ويشاركونهم العزيمة والإصرار على دحر العدوان وتحرير الجولان، وأن يوم اللقاء الوطني على ثرى الجولان الطاهر المحرر من رجس الاحتلال أقرب مما يظن الكيان الغاصب وداعموه».

ووقع ترامب أمس، في البيت الأبيض، على وثيقة تتضمن اعتراف الولايات المتحدة بـ«سيادة» الاحتلال الإسرائيلي على الجولان المحتل بحضور «ضيفه» رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، وزعم ترامب، قبل لحظات من التوقيع خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نتنياهو، أن «إسرائيل» سيطرت على الجولان عام 1967 لحماية نفسها من التهديدات المقبلة!

روسيا حذرت على لسان المتحدثة باسم وزارة الخارجية، ماريا زاخاروفا، من أن هذه الخطوة يمكن «أن تؤدي إلى جولة جديدة من التوتر في منطقة الشرق الأوسط».

وسبق توقيع ترامب المشؤوم بنحو ساعة اتصال أجراه وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف بنظيره الأميركي مايك بومبيو، ووفق «روسيا اليوم»، قال لافروف: إن توجه واشنطن إلى الاعتراف بـ«إسرائيلية» الجولان، «يقود إلى انتهاك سافر للقانون الدولي ويعرقل تسوية الأزمة السورية ويزيد الوضع في الشرق الأوسط تأزماً».

بدورها أعلنت الأمم المتحدة أن موقفها بشأن الوضع القانوني للجولان السوري المحتل لم يتغير إثر القرار الأميركي، فيما اعتبر الأمين العام للجامعة العربية أن ما جرى حالة من الخروج على القانون الدولي، روحاً ونصاً، ويقلل من مكانة الولايات المتحدة في المنطقة، بل وفي العالم.

تزامن الهجوم الأميركي على سورية، مع التصعيد في قطاع غزة الذي أثبت وحدة المصير ضد العدو الإسرائيلي، وأثبت دقة الرسائل المرسلة بالاتجاهات المقصودة، وخصوصاً بعد التصعيد الخطير في غزة، عقب صاروخ أطلقته المقاومة الفلسطينية وسقط في منطقة كفر سابا وسط الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، وأدى إلى إصابة سبعة مستوطنين إسرائيليين، وأجبر نتنياهو على اختصار زيارته لواشنطن.

وسائل إعلام إسرائيلية قالت: إن منظومة الدفاع الصاروخي «القبة الحديدية»، لم تعترض الصاروخ الذي أصاب منزلاً في منطقة هشارون، مشيرة إلى تغيير مسارات الهبوط في مطار بن غوريون نتيجة الوضع الأمني.

على حين أشارت مواقع التواصل الاجتماعي نقلاً عن مصادر، وصفها للصاروخ بأنه نوعي، وأنه بقوة تدميرية كبيرة، ومداه يصل إلى 90 كيلو متراً.

الطيران الحربي الإسرائيلي شنّ غارات عنيفة على قطاع غزة، مستهدفاً موقعي عسقلان وبدر وبيت حانون شمال القطاع، وطال القصف صوفا شرق رفح حيث استهدف أرضاً فارغة.

ودمّرت الغارات مبنى التأمين التابع لحماس وسط غزة، تدميراً تاماً، كما استهدفت كلية الزراعة شمالاً، كذلك دمّر العدوان مبنى الأمن الداخلي في قصر الحاكم، واستهدف مكتب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية.

الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة، أكدت في بيانٍ لها استهداف مواقع للاحتلال في سديروت ونتيفوت، رداً على استهدافه للمنشآت في المدينة.

بدوره حذر الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة «إسرائيل» من شنّ عدوان على القطاع، مؤكداً أن المقاومة سترد بقوة على أي عدوان.

اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية قالت من جهتها إن الرئيس محمود عباس، واللجنة التنفيذية يتابعون بقلق عميق التطورات المتلاحقة في غزة، وخاصة التصعيد خلال الساعات الماضية، رغم ما تقوم به مصر من جهود لتثبيت التهدئة.

-الوطن السورية-