لم ينتظر وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو وصوله إلى بيروت ليُبلغ تهديداته للبنان وشروط إدارته للحكومة اللبنانية مباشرة، بل سبقته رسائله العاجلة من فلسطين المحتلة وحمل على حزب الله بشدة في لقائه مع رئيس كيان العدو، مشيراً إلى أن الحزب يهدّد الاستقرار في المنطقة وأمن «إسرائيل»، وأسف في حديث مع قناة العربية على تساهل إداراته السابقة في كبح جماح حزب الله.
وإذ لم يصدر أيّ موقف عن حزب الله حتى الآن من مواقف بومبيو، أشارت مصادر مطلعة لـ»البناء» إلى أن «زيارة وزير الخارجية الأميركي تأتي في إطار محاولة إنعاش خطة نائبه دايفيد ساترفيلد الذي زار لبنان منذ فترة، حيث فشل في إقناع حلفائه بفتح معركة سياسية وإعلامية مع حزب الله حتى لو اهتزّ الاستقرار السياسي والحكومي».
وتلقى بومبيو بحسب المصادر رسائل لبنانية رسمية على تهديداته مفادها بأنه إذا كان الاستقرار الداخلي ليس مهماً لدى الأميركي فإنه على رأس الأولويات لدى لبنان وبالتالي فإن لبنان لن يحرق نفسه من أجل المصالح الأميركية ومن خلفها الإسرائيلية. وأوضحت المصادر أن «حزب الله ليس متهيّباً من مفاعيل الزيارة ولا يحتاج إلى مواجهة مواقف وتهديدات بومبيو، لأنه مطمئن إلى أن الأطراف المعنية في الداخل لن ترضخ إلى الضغوط والشروط الأميركية ولن تنجرّ إلى مكان يتهدد فيه الاستقرار كما سيتولى رئيس الجمهورية مجابهة بومبيو وإبلاغه موقف لبنان من مختلف الملفات، كما أن رئيس مجلس النواب نبيه بري سيكون حاسماً بمسألة تمسّك لبنان بحقه في ثروته النفطية».
وعلمت «البناء» أن بومبيو يحمل عرضاً للبنان في ما خصّ النزاع النفطي مع «إسرائيل» في المياه الإقليمية يعتبره الأميركيون العرض الأخير مع تهديد بسحب يد أميركا والامم المتحدة من هذا الملف وترك الحرية للحركة الإسرائيلية إن رفض لبنان العرض»، ويتضمّن العرض بحسب المعلومات منح لبنان 600 كلم مربع من المساحة المتنازع عليها 880 كلم و280 كلم لـ »إسرائيل»، إلا أن مصادر «البناء» أكدت «رفض لبنان لهذا العرض ولغيره من العروض التي تمس بحقوق لبنان السيادية الكاملة والمشروعة وهو بالتالي لن يخضع للتهديد والابتزاز ومستعدّ للمواجهة على كافة الصعد حتى العسكرية منها ويملك الكثير من الأوراق للمواجهة».
ووسط هذا المناخ الأميركي التصعيدي، برز موقف بريطاني تراجعي عبرت عنه المتحدثة باسم الحكومة البريطانية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أليسون كينغ، حيث أكدت أن «وضع حزب الله على لائحة الإرهاب لن يؤثر على العلاقة مع الحكومة اللبنانية»، لكنها من جهة ثانية اعتبرت أن «دور حزب الله مزعزع للاستقرار وهناك أدلة على ذلك». وفي حديث تلفزيوني أكدت كينغ أن «بريطانيا ترحّب بالعودة الآمنة للنازحين السوريين، بحسب المعايير الدولية ونرحّب بكل مبادرة تخلق الظروف المناسبة للعودة».
-البناء-