عشية وصول وزير الخارجية الأميركية إلى لبنان وما يحمله من ملفات تردّد أنه سيعرض على المسؤولين اللبنانيين تزويد الجيش بمزيد من الأسلحة وسيضغط للجم اندفاعة لبنان باتجاه روسيا، استبقت إيران الزيارة بموقف دعم للبنان، إذ أعلن رئيس مجلس الشورى الإسلامي الايراني علي لاريجاني أن «لبنان بلد كبير ونحن على استعداد لتلبية طلبات لبنان فيما يخصّ الكهرباء والطاقة». وفي تعليق على قرار تصنيف بريطانيا لحزب الله كمنظمة إرهابية، أوضح لاريجاني في حديث تلفزيوني أنه «عندما دعم «حزب الله» سورية في حربها فهو منع بذلك الإرهابيين من الوصول إلى قلب أوروبا، ولولا حزب الله وتصديه للإرهابيين لما تمكنت بريطانيا من العيش بسلام وقرارها لا قيمة له».
في المقابل برز أمس، تصعيد اسرائيلي وغربي لافت ضد حزب الله لمواكبة زيارة بومبيو الى المنطقة، وأعلنت هيئة البث الإسرائيلية الناطقة باللغة العربية «مكان» أن عدداً من سيناتورات الحزبين الأميركيين، الجمهوري والديمقراطي، في الكونغرس يقومون بإعداد حزمة عقوبات جديدة على «حزب الله».
كما واصل الجيش الإسرائيلي خروقه جنوباً، حيث عمد الى تركيب بوابات حديديّة على شكل منافذ في الجدار الإسمنتي الذي أقامه مؤخراً عند الحدود، ما دفع الجيش اللبناني الى الاحتجاج لدى قوات اليونيفيل وعمل على تركيز نقاط مراقبة مقابل هذه البوابات في وقت باشرت فيه قوات اليونيفيل اتصالاتها لحلّ هذه المشكلة منعاً لتفاقمها.
وربطت مصادر سياسية هذا التصعيد الإعلامي والسياسي والعسكري بزيارة وزير الخارجية الأميركي، الذي سيُثير، بحسب معلومات «البناء» ملف الحدود البرية والبحرية بين لبنان وفلسطين المحتلة، وسيحاول الضغط على لبنان للتنازل عن حقه في المنطقة الاقتصادية في المياه الإقليمية، كما الضغط على الدولة اللبنانية لتجميد اندفاعتها باتجاه إعادة النازحين والتواصل مع الحكومة السورية ومحاولة عرقلة المبادرة الروسية وإجهاض زيارة رئيس الجمهورية الى موسكو المقرّرة في 26 الحالي لا سيما لجهة الطلب من روسيا تسليح الجيش.
وقال سفير دولة كبرى في لبنان لـ»البناء» إن «روسيا مستعدّة لتزويد لبنان بما يطلبه من أسلحة لحماية حدوده البحرية والجوية والبرية، والأمر متوقف على القرار اللبناني في هذا الاتجاه»، مشيراً الى أن «الولايات المتحدة ستحاول الحؤول دون ذلك عبر الضغط على الحكومة اللبنانية وهي تخشى أن يصل هذا السلاح الى منظمات غير حكومية ويستعمل في الداخل اللبناني ما يشكل خطراً على الأمن الإسرائيلي»، ولفت السفير الى أن «المقاومة في لبنان باتت أمراً واقعاً واستطاعت تحقيق توازن ردع مع إسرائيل»، ولفت الى أن «المشكلة في الشرق الأوسط تكمن في أن الولايات المتحدة تفضل مصلحة إسرائيل على الدول الأخرى كلها».
-البناء-