رأى النائب السابق خالد الضاهر، ان اتهام الرئيس السنيورة بالفساد، لن يكون خاتمة استهداف المدرسة الحريرية رمز الاعتدال السني في لبنان وما تمثله من خط عربي منفتح، مذكرا بأن عهد الرئيس السابق اميل لحود كان سباقا في تعقب وضرب الحريرية السياسية، بحيث زج في سجونه عددا من المديرين العامين المنضوين تحت لوائها وأقال اخرين بحجة محاربة الفساد، وأن الرئيس الشهيد رفيق الحريري استودع الله لبنان بعد سلسلة طويلة من اتهامه بالفساد وملاحقة واعتقال المؤمنين بنهجه ومدرسته، علما ان القضاء عاد وبرأهم من التهم المنسوبة اليهم، وهي البراءة التي ان اكدت على شيء، تؤكد ان وجود الحريرية السياسية كرمز للاعتدال السني في لبنان، لا يتناسب ومشاريع حزب الله وحلفائه المحليين والاقليميين بتقسيم المنطقة الى دويلات مذهبية متناحرة.
ولفت الضاهر في تصريح لـ«الأنباء» الى ان محاربة الفساد في لبنان خطوة رئيسية اساسية في مشروع النهوض بالاقتصاد وتحقيق الدولة الحقيقية، الا ان أزلام التبعية لأنظمة ما يسمى بالممانعة وعلى رأسهم حزب الله، يرفعون هذا الشعار ليس حرصا على مستقبل لبنان واللبنانيين، انما لاستكمال ما بدأه عهد الرئيس لحود والنظام الامني السابق، ألا وهو ضرب الحريرية السياسية وتبديد امكانية استمرارها في المعادلة اللبنانية، ناهيك عن ان حزب الله وبعد ان أُدرج على لائحة الإرهاب الدولية ووضع تحت المجهر الدولي وبعد أن اصبح مطوقا بالعقوبات الدولية عموما والاميركية خصوصا، وبعد ان افلس ماليا وانتهى دوره في سورية، يحاول اليوم الهروب الى الأمام باستعطاف بيئته للتبرع له، وذلك عبر تضليلها بانه يخوض معركة الفساد في الداخل اللبناني.
وعليه سأل الضاهر من يريد محاسبة من؟ وهل يحق لرمز ورأس الفساد في لبنان ان يدعي العفة ويراشق الشرفاء بالتهم؟ معتبرا ان الفساد لا يكمن فقط في ارقام وزارة المالية، انما والأخطر في حماية اشقاء وعوائل الوزراء من مهربي المخدرات وأصحاب معامل الكبتاغون في البقاع، وفي تبييض الأموال الآتية من الخارج دون اي مسوغ شرعي وقانوني، وفي وضع اليد على أمن المطار والمرفأ لتمرير عمليات التهريب من والى الداخل دون رقيب وحسيب.
وختم الضاهر بالقول: «فاقد الشيء لا يعطيه، وبالتالي فإن الفساد ماليا وسياسيا وأمنيا، لن يستطيع مهما ضلل بيئته ومهما حاول تلميع صورته، ان يشوه صورة الشرفاء».
-الأنباء-