عَ مدار الساعة


هل انتقل “داعشيون” الى لبنان؟!

حسان الحسن-

بعد قرب انتهاء تنظيم داعش في الباغوز، المطلوب الحيطة والحذر على ما تقول بعض المصادر، معتبرة انه لا شك ان المرحلة الاخيرة من معركة تصفية داعش في الباغوز شرقي سورية، لا تسير في شكل منطقي متوافق مع المنطق العسكري، فهي منطقة محاصرة بالكامل ومساحتها الجغرافية بالكاد تظهر على الخارطة، واستسلم غالبية عناصر ارهابيي داعش الذين كانوا ينتشرون فيها، وخرج معظم المدنيين منها، ولاتزال عصية عن انهاء السيطرة عليها، ويطالعنا الاميركيون بتقارير تذهب باتجاه انها ستطول اكثر من المتوقع .

وتؤكد المصادر انه من الناحية العملانية، لا قيمة عسكرية للجيب “الداعشي” المتبقي في منطقة الباغوز في ريف دير الزور الشرقي في سورية، سوى موقعه الجغرافي على الحدود بين الأخيرة والعراق، والذي قد يعطيه البعد الاستراتيجي بعد أن يعتمده الاميركيون لاحقا ( كما هو مقدر )، ان يكون مركز مراقبة أميركية بين البلدين، ويكون دوره في تسهيل عمل القوات الأميركية الرامي الى عرقلة التواصل بين دول محور المقاومة، ومحاولة منع تكريس خطه الممتد من إيران الى لبنان.

هذه المصادر تعتبر أن التركيز الإعلامي الغربي على الإشتباكات بين تنظيم “داعش” الإرهابي وقوات سورية الديموقراطية “قسد”، ذات الغالبية الكردية، يهدف الى إعطاء حيزٍ لها، ومنحها من الأميركي “إنتصارات وهميةٍ”، وتصويرها أمام الرأي العام، أنها شريك في عملية مكافحة الإرهاب، خصوصاً أن تركيا لاتزال تصنّف قسد، كمنظمةٍ إرهابية، على حد قول المصادر. ولا يمكن التكهن من الآن بتقدير مدة المعركة في الباغوز، في إنتظار بروز مؤشراتٍ سياسيةٍ مرتبطةٍ بالعلاقات الأميركية- التركية، خصوصاً حيال المنطقة، فعليه قد تطول هذه الإشتباكات أو تقصر، الأمر مرهون بحسب سير المجريات والتطورات السياسية، خصوصاً في العلاقة بين واشنطن وأنقرة، وقد ينتهي دور الأكراد، حين بلوغ التفاهم الأميركي- التركي، إزاء الوضع في سورية، ودائماً برأي المصادر عينها.

 

وفي سياق متصلٍ بالميدان السوري، تتخوف المصادر من ورود معلومات حول إنتقال عدد من إرهابيي “داعش” الى لبنان، ولكنها لا تستطيع تأكيد مدى صحة هذه المعلومات وكيفية إنتقالهم، مشيرةٍ الى أن هذه المعلومات، منقولة عن أوساط المعارضة السورية في الخارج، التي لم تفصح بدورها عن تفاصيل هذه المعلومات.

قد تكون امكانية صحة هذه المعطيات واردة وبنسبة معقولة، لان الجغرافيا ليست بعيدة عن لبنان، وبمجرد تسرب او تسلل بعض ارهابيي التنظيم داخل المناطق المحررة في سوريا، تصبح امكانية دخولهم لبنان واردة ولكن بنسبة غير كبيرة، حيث يعتبر الوضع الامني في لبنان وعلى حدوده مضبوطا وبدرجة مرتفعة .

انطلاقا من هذه المعطيات التي لا يجب الاستهتار بها، تقول المصادر انه لا بد من المعنيين، التأكد من ذلك لما له من انعكاسات سلبية وأخذ الحيطة والحذر من أي دور قد يناط بعناصر التنظيم الإرهابي، في سياق الحرب على محور المقاومة، وفي الطليعة على حزب الله في لبنان.

-موقع المرده-