الملف الأخطر الذي يتصدر الاهتمامات اللبنانية هو ما بات مؤكداً لجهة الضغوط الأميركية في ملف ترسيم الحدود البحرية لحساب المصلحة الإسرائيلية على حساب لبنان وحقوقه في النفط والغاز، وهو ما أكد زوار رئيس الجمهورية ورئيس المجلس النيابي، أنه يشكل موضع اهتمام وتنسيق بينهما ومع رئيس الحكومة بما يتيح حماية الحقوق اللبنانية، خصوصاً أن المصادر المتابعة نفسها تحدثت عن وجود تأكيدات تظهرها الاتصالات الدبلوماسية لتنصل أممي وأميركي عن لعب دور الوسيط النزيه في هذا الملف، بينما تتجه إسرائيل للتصعيد العملي بالاستعداد لطرح تلزيم مربعات تهدّد بالاستيلاء على جزء مهم وحساس من الثورة اللبنانية.
بعدما كثرت الترجيحات أن يرجئ وزير الخارجية الاميركية مايك بومبيو بيروت، تحدّد أمس الموعد الرسمي لزيارة الأخير في 22 و23 من الحالي على رأس وفد يضم نائب وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى دايفيد ساترفيلد ومساعد وزير الخارجية الأميركية للشؤون السياسية ديفيد هايل، وعدداً من المستشارين، حيث سيلتقي رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس الحكومة سعد الحريري ووزير الخارجية جبران باسيل، وعدداً من الشخصيات السياسية في فريق 14 آذار.
وأشارت مصادر مطلعة على الموقف الاميركي لـ«البناء» الى ان الزيارة التي تأتي استكمالاً لزيارة ساترفيلد وسبقتها زيارات اميركية عديدة ، تهدف الى إبلاغ المعنيين في لبنان أن واشنطن ستبقى الى جانب لبنان طالما انه ملتزم سياسة لا تنصاع لمصالح بعض الاطراف المحلية ذات الارتباطات الإقليمية، في اشارة بحسب المصادر الى حزب الله، مشددة على ان بومبيو سيؤكد للمعنيين أن لبنان يمثل أولوية للإدارة الاميركية التي لن تسمح أن يخرج عن توجهاتها لا سيما في ما خص ملف النازحين والعلاقة مع النظام السوري والموقف من حزب الله، قائلة في شأن حزب الله، إن بومبيو سيجدد تأكيد واشنطن الضغط على حزب الله اقتصادياً.
في المقابل، شددت مصادر مطلعة في حزب الله لـ«البناء» على أن السياسة الأميركية لم ولن تحقق ما تصبو اليه، فهي فشلت في المرات السابقة وستفشل اليوم، مضيفة: صحيح ان الحزب سيواجه بعض الصعوبات المالية لكنها لن تؤثر على امكانياته، واذ لفتت المصادر الى ان واشنطن فشلت في كل حروبها التي خاضتها بأشكالها المختلفة ضد المقاومة، اعتبرت ان القرار البريطاني بتصنيف حزب الله على لائحة الارهاب والذي قد يعقبه قرار آخر من المانيا يأتي في سياق الضغط الاميركي الذي لن يحقق ما يبتغيه الرئيس دونالد ترامب، غير أن المصادر نفسها دعت المكونات السياسية المحلية الى التنبه لما يحاك للبنان، مشددة على ضرورة التصدي لذلك بالوحدة الوطنية والتعاون الحكومي بعيداً عن الانصياع الى التدخلات الخارجية. ونفت المصادر أن يكون حزب الله قد فتح ملف محاربة الفساد والحسابات المالية لتطويق الرئيس سعد الحريري، من أجل تمرير تسويات تتعلق بوضعه في الخارج العقوبات المالية ، مضيفة «حزب الله مستمر في مكافحة الفساد حتى النهاية مهما واجه من ضغوط».