–زيارة روحاني الى العراق دليل على انتصار الجمهورية الاسلامية
***
في الموازين الدولية للربح والخسارة، وفق التجارب التاريخية للحروب، عادة ما يظهر الفريق الخاسر بوضوح، لأن الرابح يفرض شروطه على المهزوم من خلال اتفاقيات مذلة، يرضخ لها، فيجر لسنوات عدة ذيول الخيبة والانكسار، أما في الحروب الاميركية فعادة ما تحوّل هزيمتها الى انتصار على المدى الطويل بسبب اتباعها استراتيجية بعيدة الامد والمسار الانتقالي الذي تسلكه قبل وضع حد نهائي لهذه الحرب، وهذا ما فعلته واشنطن في حربها في افغانستان التي انهزمت فيها شر هزيمة، فالعدو الذي فشلت في كسره، تجلس معه اليوم لابرام اتفاق يحدّ من خسائرها، تمهيدا للانسحاب الكامل من حرب هي الاطول التي خاضتها الجيوش الاميركية في تاريخها، اما في العراق كما في سوريا، ومع العلم ان هزيمة أميركا واضحة جدا، وهي التي اندحرت جماعاتها الارهابية التي أنشأتها ودعمتها حتى الامس القريب، تحاول اليوم قطف ثمار تضحيات غيرها في كل من البلدين، فالذي قضى على الارهاب التكفيري في سوريا والعراق هما الجيشان العراقي والسوري، ففي سوريا وبدعم روسي ايراني ولبناني بواسطة حزب الله، تم القضاء على الارهاب، ليبقى جيب صغير في الشمال، استغلته الولايات المتحدة لتوحي للعالم انها تحارب الارهاب فدعمت الاكراد بالتسليح وبالتدريب بواسطة فرق أميركية خاصة، بعدما حمت هؤلاء الارهابيين في هذا الجيب لسنوات، اما في العراق فالجيش العراقي وبدعم ايراني تمثل بألوية الحشد الشعبي، هو الذي دحر الارهاب، والاخير كان ايضا مدعوما من الفرق الخاصة الاميركية، بتسمياته المختلفة من داعش والنصرة وجيش الاسلام وغيرها من جماعات استخبارية متطرفة.
ولكن للانتصار صورة بالنهاية، اظهرت انتصار الحرس الثوري الايراني في العراق وهزيمة الجيش الاميركي، ونراها في الزيارة الرسمية التي يقوم بها الرئيس الايراني حسن روحاني الى العراق، وبغض النظر عن نتائجها، فبالشكل، هي لم تحصل خلسة تحت جنح الظلام بعكس زيارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب منذ أشهر لقواته في العراق، كما ان الرئيس الايراني لم يطفئ أنوار طائرته الخاصة أو يسدل ستائر نوافذها خشية على حياته وحياة مرافقيه المقربين، مثل ما فعل ترامب، كما انه لم يغادر بعد ساعات قليلة العراق، بل ستستغرق زيارته 3 أيام، ويلتقي فيها المسؤولين العراقيين، في المقرات الرسمية، وهو بالتأكيد لن يلتقي بعدد محدود من الجنود الايرانيين في قاعدة عسكرية نائية، كما فعل ترامب مع قواته.