رغم أن العملية العسكرية المرتقبة للجيش لاستئصال الإرهاب من شمال البلاد ما تزال في مرحلة الإعداد، إلا أن الفوضى اعترت تلك التنظيمات وفقدت بوصلتها، في وقت تصدى فيه الجيش للدواعش الذين حاولوا اجتياز نهر الفرات من شرقه إلى غربه.
وكشفت مصادر محلية وأخرى معارضة مقربة من الميليشيات المسلحة في إدلب لـ«الوطن»، عن أن «النصرة» تعاني حالاً من التخبط انعكست على الواقع الأمني الذي يمر في أسوأ حالاته، حيث تزايدت أعداد المفخخات المنفجرة وتصاعدت الاغتيالات، وخاصة التي تستهدف مسلحيها. وتنامي أعداد السرقات، حيث سجل اليومان الماضيان فقط مقتل وجرح أكثر من ٥٠ إرهابياً ومدنياً.
وأوضحت المصادر، أن ضباط نقاط المراقبة العسكرية التركية أبلغوا قيادات في «النصرة» أن الجيش جاد في تنفيذ عمليته العسكرية لاستئصال «النصرة» والتنظيمات الإرهابية من «منزوعة السلاح» كمرحلة أولى بدليل تكثيف عملياته الجوية ضد تجمعاتها وخطوط إمدادها الخلفية واستهداف عمق مناطق سيطرتها أيضاً بعد أن استقدم حشوداً عسكرية ضخمة إلى حدود المنطقة.
وأشارت المصادر، إلى أن التصريحات الروسية في الآونة الأخيرة تنبئ بأن موسكو لم تعد تأمل في التزام أنقرة بوعودها وعهودها الخاصة بـ«المنزوعة السلاح»، ولذلك لا يوجد خيار سوى اللجوء إلى الميدان لتطبيق بنود الاتفاق.
وتوقعت المصادر، انسحاب نقاط المراقبة التركية مع بدء الجيش العربي السوري عمليته العسكرية للحيلولة دون الاصطدام معه بخلاف ما توحي به تركيا للتنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة التابعة لها.
ولفتت إلى أن «النصرة» باتت تدرك جيداً أن النظام التركي سيتخلى عنها عندما يحين وقت حسابها وأن ما يهمه مصالحه فقط على الرغم من دخوله في مفاوضات مع الفرع السوري لتنظيم القاعدة لتعديل سلوكه وإلباسه «الزي الإخواني» وتوجيه دفة الأمور في إدلب وجوارها لمنع عملية الجيش العسكرية أو تأجيلها قدر الإمكان.
في غضون ذلك، واصلت مجموعات من «النصرة» وميليشيا «كتائب العزة»، خرق اتفاق إدلب، الأمر الذي استدعى من الجيش الرد على الإرهابيين بالمثل وقتل العديد منهم.
في الأثناء، بيَّنَ مصدر إعلامي لـــ«الوطن»، أن الجيش أحبط محاولات تسلل لمجموعات إرهابية من «النصرة» نحو نقاط له، وذلك من محاور عديدة بريف حماة الشمالي أيضاً، وتعامل معها بالأسلحة المناسبة، ما أسفر عن مقتل العديد من أفرادها وجرح آخرين.
أما في حلب، فقد قتل أمس، ستة مسلحين من ميليشيا «الجيش الوطني» المرتبط بـما يسمى «الحكومة السورية المؤقتة»، باشتباكات مع «وحدات حماية الشعب» الكردية قرب بلدة كلجبرين شمال مدينة حلب، حسبما نقلت وسائل إعلامية معارضة.
إلى شرق البلاد، فقد تصدى الجيش لمسلحي تنظيم داعش الإرهابي الذين حاولوا عبور ضفة نهر الفرات قرب مدينة البوكمال، بعد إبرام التنظيم في جيبه الأخير بشرق الفرات صفقة مع «قوات سورية الديمقراطية – قسد» و«التحالف» لخروجه بأمان من هناك.
في الأثناء، أفادت مصادر محلية وفق وكالة «سانا» للأنباء، أن طيران «التحالف» قصف بالفوسفور الأبيض المحرم دولياً منطقة مزارع الباغوز بريف دير الزور الشرقي.
من جانب آخر، ذكرت مصادر إعلامية معارضة، أن هناك قوات خاصة أجنبية من المارينز الأميركي والقوات الأخرى، تشارك في عملية إنهاء تنظيم داعش في الباغوز، وقالت: «لا نعلم ما تبحث عنه القوات الخاصة في مزارع الباغوز هل هم قادة من الصفين الأول والثاني أم تبحث عن أموال وثروات أو أسباب أخرى»؟.
-الوطن السورية-