عمدت الكثير من وسائل الإعلام المناهضة للجمهورية الإسلامية الإيرانية وضمن قائمة تكهناتها الطويلة إلى ربط استقالة وزير الخارجية الإيرانية محمدجواد ظريف مع زيارة الرئيس السوري الأسد إلى طهران، للإيحاء إلى أن هناك اختلافاً في أوساط المسؤولين الإيرانيين في الشأن السوري.
التحلیل:
لو صحت هذه التكهنات فإن السؤال المطروح أن الجمهورية الإسلامية بالذات لماذا لم تتفادى وقوع هذا التزامن؟ أما كان بإمكان الجمهورية الإسلامية وبعلمها بحساسية قضية كهذه أن تؤخر على الأقل نبأ استقالة ظريف بضعة أيام؟… فالجواب واضح!
أن يختار وزير محنك كوزير الخارجية الإيرانية الذي له سجل مشهود به بالدفاع بصلابة عن محور المقاومة هذا التوقيت لإعلان استقالته، وأن لا يطلب منه أي المسؤولين الآخرين تأجيل ذلك، إنما يدل على قوة الجمهورية الإسلامية، وعلى هشاشة المدعيات بصلة الموضوعين.
إستقالة ظريف بأي سبب كانت فقريباً سوف يتم الأعلان عنها إعلامياً.. لكن تركيز وسائل الإعلام وساسة الدول المناهضة للجمهورية الإسلامية الإيرانية على قائمة طويلة من الخلافات النووية والصاروخية والإقليمية وهلم جرا.. تفقد ميزانها أمام السؤال أنه لو كانت هذه الخلافات الجوهرية موجودة بالفعل في كيان الجهاز الدبلوماسي الإيراني وسائر مسؤولي النظام في إيران فلماذا استمرت فترة تعاون ظريف لسبع سنوات وبتلك القوة والصلابة؟ هذا في حين أنه للساعة لم يتم قبول استقالة الوزير ظريف..
البديهي أن وسائل الإعلام المناهضة سعت وخلال الـ12 ساعة الماضية التركيز على تهميش زيارة بشار الأسد إلى طهران على ضوء قضية الاستقالة، هذا في حين أن تزامن الزيارة مع قمة شرم الشيخ بالذات إنما هو خير مؤشر على اقتدار الجمهورية الإسلامية ومحور المقاومة في المنطقة، فالزيارة ليست سوى تأكيداً على أن مصير الشعب السوري إنما يعود فقط لسوريا حكومة وشعبا، وبحماية حلفاء دمشق ومحور المقاومة، وليس إلى أماكن أخرى.
-العالم-