– حماسة بريطانيا ضد حزب الله لن تلحق بها فرنسا وباقي دول أوروبا
***
بريطانيا تصنّف جناحي حزب الله العسكري كما السياسي ارهابياً، (خير انشالله) وفق تعبير السيد حسن نصر الله، والحجة البريطانية استندت الى ان حزب الله “مستمر في محاولاته زعزعة استقرار الوضع الهش في الشرق الأوسط”، وكأن بريطانيا نسيت انها لم تعد قوة استعمارية في الشرق الاوسط وبأنها خرجت من المشرق كما خرجت من الهند مذلولة على أيادي الشعوب الثائرة على ظلمها والمنتفضة على جرائمها بحق منطقتنا، ولا يحق لها بعد حوالي النصف قرن من التخلص من نير عبوديتها واستقلالنا عنها، ان تتدخل في شؤون بلداننا، وهي التي لم تحتمل الوحدة مع اوروبا فانسحبت منها في بريكسيت، وانغلقت على نفسها مفضلة عزلتها وراء البحار، على الانفتاح على القارة التي تنتمي اليها جغرافيا، في ما سعيها للهيمنة على مقدرات الدول واستغلال ثرواتها انتهى الى غير رجعة، في حين ان حتى وريثتها الاستعمارية الولايات المتحدة، تتداعى سيطرتها على العالم اليوم، وستنهار قريبا، وسقوطها سيكون عظيماً.
أمّا القرار البريطاني والذي سبقتها اليه الولايات المتحدة التي تصنّف حزب الله منظمة إرهابية، وهي عبّرت منذ فترة قصيرة بعد تشكيل الحكومة، عن قلقها من تنامي دور الحزب في الحكومة اللبنانية، وهو ما رد عليه نواب حزب الله، واصفين إياه بـ”الانتهاك للسيادة”، فلن تسير به باقي دول اوروبا، وهذا ما أكده الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمس بمناسبة مؤتمر صحافي في قصر الإليزيه عقب لقاء جمعه بالرئيس العراقي برهم صالح. فأبدى الرئيس الفرنسي تمسكا بموقف باريس التقليدي الذي يميز بين الجناح السياسي لحزب الله ونشاطاته العسكرية في لبنان أو في سوريا أو في أي مكان آخر، وقال ماكرون إن التمييز قائم بين الجناح العسكري للحزب والحركة السياسية الموجودة في البرلمان والتي نقيم معها حوارا ونحن مستمرون على هذا المنوال؛ إذاً نستنتج من موقف .ماكرون، ان الحماسة البريطانية ضد المقاومة لن تلحق بها فرنسا وباقي دول أوروبا
بالمحصلة نؤكد ان بريطانيا التي خرجت مذلولة من المشرق منذ ما يزيد عن نصف قرن، لن نسمح لها بالعودة اليه من بوابة لبنان المقاوم، من خلال الضغط على المقاومة فيه. فيما موقف لبنان واضح من هذه الهجمة الدولية على حزب الله، عبّر عنه أمس وزير الخارجية جبران باسيل بعد لقائه الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي فيديريكا موغريني في وزارة الخارجية، لافتا الى ان”ان تصنيف حزب الله بالارهابي من قبل بريطانيا لن يكون له اثر سلبي على لبنان، وهو امر اعتدنا عليه من الدول الاخرى” كاشفا ان “بريطانيا أبلغت لبنان الحرص على العلاقات الثنائية”.
وشدّد باسيل على ان “لو وقف العالم بأجمعه وقال إن المقاومة إرهاب، فهذا لا يجعل منها إرهاباً بالنسبة إلى اللبنانيين،” مؤكدا ان “طالما أنّ الأرض محتلة تبقى المقاومة محتضنة من الحكومة والمجلس النيابي ومن الشعب اللبناني.