أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


التعليم الأول لِ “ملاك البرتغال” للأخت لوسي وفرنسوا وياسينت.. ♱

–  أؤمن وأسجد، أرجو وأحبّ وأستمحيك المغفرة لمن لا…

* ♱ *

…. وإذا بريحٍ قويّة قد هزَّت الأشجار واسترعت انتباهنا لننظر ونرى ما كان يحدث لأن النهار كان جميلاً، فرأينا فوق أشجار الزيتون، المظهر نفسه الذي سبق وتكلمتُ عنه، يتقدّمُ نحونا. لم يكن سبق لفرنسوا وياسينت أن رأياه ولم أكن قد كلمتمهما عنه أبداً، فكنّا نميّز تكاوينه كلّما كان يقترب منّا. كان يشبه شاباً في الرابعة او الخامسة عشرة من العمر أكثر بياضاً من الثلج، جعلته الشمس شفافاً كما لو كان من الكريستال، وبغاية الجمال.

عندما إقترب منّا قال: “لا تخافوا أنا ملاك السلام، صلّوا معي!”. أحنى رأسه حتّى الأرض وهو يركع وجعلنا نردّد 3 مراتٍ هذه الكلمات:

إلهي أنا أؤمن وأسجد، أرجو وأحبّ ، وأستمحيك المغفرة لمن لا يؤمنون ولا يسجدون، ولا يرجون ولا يحبّون

بعدها نهض وقال لنا: “صلّوا على هذا الشكل فقلبا يسوع ومريم مصغيان إلى تضرعاتكم”.

حُفرت تلك الكلمات في نفوسنا بشكل لم نتمكّن أبداً من نسيانها. ومنذ ذلك الحين، بقينا ساجدين مطوّلاً نردّد أحياناً تلك الصلوات حتى يتغلّب علينا التعب…

بعد مدة من الوقت، وفي يوم من أيام الصيف، رحنا نلعب على البئر التي يملكها والداي في آخر الحقل.. وفجأة رأينا الصورة ذاتها أو الملاك كما خُيّل إليّ. قال لنا: ماذا تفعلون؟

صلّوا، صلّوا كثيراً، قلبا يسوع ومريم الأقدسان يُخبئان لكم مراحم، قدمّوا إلى العليّ صلوات وتضحيات. سألته:

– كيف نقوم بالتضحيات؟
– قدمّوا الى الله تضحية من كلّ ما تستطيعون تعويضاً عن الخطايا التي أهانته وقدمّوا تضرعاتٍ من أجل ارتداد الخطأة.  إستجلبوا هكذا السلام إلى وطنكم فأنا ملاكه الحارس، ملاك البرتغال وبصورة خاصة إقبلوا واحتملوا بخضوع العذابات التي سيقدّمها لكم الربّ.

مرّ على ذلك أيضاً بعض الوقت.. إتفقنا على أن نذهب ونصلّي عند المغارة الواقعة في الجهة الأخرى من الجبل.. عندما وصلنا وركعنا وصوبّنا وجوهنا نحو الأرض بدأنا نردّد صلاة الملاك:

إلهي أنا أؤمن وأسجد، أرجو وأحبّ ، وأستمحيك المغفرة لمن لا يؤمنون ولا يسجدون، ولا يرجون ولا يحبّون

لا أدري كم رددنا هذه الصلاة حتى رأينا الملاك يحمل بيده اليسرى كأساً كانت معلقّة عليها قربانة يقطر منها بعض قطرات الدم في الكأس.

ترك الملاك معلقّة عليها في الهواء، فركع قربنا وجعلنا نردّد 3 مرّات:

أيها الثالوث الأقدس، الآب والإبن والروح القدس، أسجد لك بتجلّة وأقدّم لك جسد سيدنا يسوع المسيح، الحاضر على هياكل الدنيا بأسرها، ودمه الكريم نفسه ولاهوته، كفّارة عن الإهانات التي تغيظه. وباستحقاقات قلبه الأقدس غير المتناهية، وبشفاعة قلب مريم الطاهر، ألتمس منك عودة الخطأة البائسين الى التوبة “.

بعدها نهض وحمل بين يديه الكاس والقربانة فناولني القربانة المقدسّة وقسم الدمّ في الكأس بين ياسينت وفرنسوا وهو يقول:

خذوا كلوا واشربوا جسد ودم سيّدنا يسوع المسيح الذي يهينه البشر الجاحدون بشكل فظيع، عوضّوا عن جرائمكم وآسوا إلهكم“. ثم سجد من جديد على الأرض وردّد معنا 3 مرات ايضاً الصلاة ذاتها: ” أيها الثالوث الأقدس، الآب والإبن والروح القدس، أسجد لك بتجلّة وأقدّم لك جسد سيدنا يسوع المسيح، الحاضر على هياكل الدنيا بأسرها، ودمه الكريم نفسه ولاهوته، كفّارة عن الإهانات التي تغيظه. وباستحقاقات قلبه الأقدس غير المتناهية، وبشفاعة قلب مريم الطاهر، ألتمس منك عودة الخطأة البائسين الى التوبة “. وإختفى.

بقينا على حالنا نردّد دائماً الكلمات ذاتها ولمّا نهضنا رأينا بأن الليل قد حلّ وبأنّه حان وقت العودة الى المنزل.

(فاطيما – من ذكريات الأخت لوسي، ص: 85-86-87)